مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
ضيوف السنونو
- وجها لوجه -
حوار:
وفاء خرما
les hotes de l'hirondelle face a face
|
|||
اتحاد المترجمين العرب (
خطوة مهمة في طريق التقدم العلمي والثقافي في الوطن العربي
)
|
|||
بتاريخ 30 كانون
الثاني 2002 تمّ تأسيس (اتحاد المترجمين العرب)
وذلك خلال انعقاد
المؤتمر الأول للترجمة الذي دعت إليه ورعته
"المنظمة العربية
للترجمة" أيام 28-30 /1/2002 في مدينة بيروت
بلبنان ، وذلك تحت
شعار "النهوض بالترجمة" .
" السنونو" التقت
الأستاذ شحادة خوري الذي انتخب رئيساً لهذا الاتحاد
فكان لها معه هذا
الحديث حول الترجمة .
أعلن في الثلاثين من
شهر كانون الثاني من هذا العام عن تأسيس اتحاد
للمترجمين العرب . فهل
لك أن تحدثنا عن هذا الاتحاد الذي يشير إلى
تطـور جديد ينتظر أن
يؤثر في حركـة الترجمة في الوطن العربي ،
وبالتالي في الحياة
الثقافية ؟
لقد قامت منذ سنتين في
بيروت ـ بلبنان ، مؤسسة أهلية للترجمة تدعى " المنظمة العربية للترجمة" وهي منظمة
غير حكومية ومستقلة ومتخصصة وذات صفة دولية ، وهي في الوقت ذاته لا تهدف إلى تحقيق
ربح مادي . أما هدفها فهو تحقيق قفزة نوعية وكميّة في حركة الترجمة من اللغات
الأجنبية إلى اللغة العربية، ومن اللغة العربية إلى تلك اللغات ، في مختلف فروع
المعرفة والعلوم .
وقد دعت هذه المنظمة
إلى انعقاد "المؤتمر الأول للترجمة" في بيروت من 28-30 كانون الثاني2002 برعاية
السيد وزير الثقافة اللبناني الدكتور غسان سلامة ، فحضره تسعة وسبعون باحثاً
ومترجماً ومفكراً عربياً من الأقطار العربية والمهاجر والمؤسسات الدولية .
وفي اليوم الأخير أي
في الثلاثين من كانون الثاني تحوّل المؤتمر إلى هيئة تأسيسية أعلنت قيام اتحاد
للمترجمين العرب وأقرت نظامه الأساسي وانتخبت مكتباً تنفيذياً له .
إن هدف هذا الاتحاد هو
جمع شمل المترجمين العرب أينما كانوا والربط بين جمعيات الترجمة والهيئات والمؤسسات
والمعاهد المعنية بشؤون الترجمة ، وتوثيق الصلات بينهم ورفع مكانتهم ، والنهوض
بحركة الترجمة من حيث الدقة في نقل المعاني وحسن الأداء اللغوي .
أن هذا الاتحاد ما زال
في طور التأسيس ، بيد أن الآمال المعقودة عليه كبيرة جداً ، وسيكون عمله محكوماً
بخطط وبرامج تعالج المشكلات القائمة وتدفع إلى حال أفضل .
هل ثمة تجمعات للمترجمين في البلدان العربية ؟ وفي هذه الحال ما هي مهمة هذه التجمعات ؟
أمر طبيعي أن يتجمع
العاملون في كل قطر عربي ، في مجال ثقافي واحد ، ويلتقوا في تنظيم يساعدهم على
معرفة بعضهم بعضاً عن كثب ، والتعاون على حلّ ما يعترضهم من مشكلات ، وتحقيق
أهدافهم المشتركة ، ثم تلتقي تنظيماتهم في اتحاد عربي عام ، ومثل ذلك فعل الكتاب
والأدباء والفنانون والمؤرخون والأطباء .
والآن ثمة جمعيات أو
روابط للمترجمين في ستة أقطار عربية . ومن أهداف "اتحاد المترجمين" أن ينشطها ويسعى
لتأسيس جمعيات أو روابط للمترجمين في الأقطار العربية التي تخلو منها . وستكون هذه
الجمعيات والروابط القائمة واللاحقة القاعدة التي يتكون منها الاتحاد إلى جانب
المترجمين الأفراد الذين ينضمون إليه وفق شروط محددة .
ما هي الأمور التي
تجعل من الترجمة عملاً مجدياً في ميدان الثقافة فتكون بالتالي استثماراً مفيداً
بالنسبة لما يبذل من جهد ومال ؟
إن ترجمة كتاب ما
يتطلب جهداً من العمل الفكري يستمر شهوراً وأحياناً سنوات ، كما يتطلب نفقات مالية
باهظة : أجور الترجمة وكلفة الطباعة وثمن الورق والتغليف والتسويق وغير ذلك. ولذا
كان واجباً قبل اتخاذ القرار بترجمة الكتاب من قبل الجهة صاحبة الشأن سواء أكانت
إدارة حكومية أو أهلية دراسة ما إذا كان هذا الكتاب يلبي حاجة قائمة لدى شريحة من
الناس أو يحقق غاية يرغب القائمون على شؤون التربية والثقافة والعلم والفن تحقيقها
ليكون هذا الكتاب المترجم أداة لرفع المستوى العلمي أو الأدبي أو الفني لقارئه .
إذن فاختيار الكتاب
للترجمة هو حجر الزاوية في عملية الترجمة بالإضافة إلى اختيار المترجم القادر
والكفي … وإذا ما أحسن الاختيار كانت الترجمة استثماراً مفيداً يسهم في تكوين
الإنسان وتطوير المجتمع ومساندة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في
الوطن العربي .
في
هذه الظروف ما هي ركائز العمل في الترجمة التي تجعل هذا العمل يثمر الإثمار المرجو
ويتكامل مع أعمال الأقطار العربية الشقيقة ؟
تصوري أن ركائز العمل
عديدة وأهمها :
ـ أن يكون لكل قطر
عربي خطة في الترجمة هي حصيلة خطط الإدارات والمؤسسات الحكومية والأهلية ذات الصلة
بالترجمة فيه .
ـ أن يصدر كل قطر عربي
التشريعات ويضع الأنظمة التي تحكم عملية الترجمة وتضبطها وتبيــن شروطها وتحدد
حقوق القائمين بها وواجباتهم .
ـ أن تزيد الدولة
دعمها المعنوي والمادي لإدارات ومؤسسات الترجمة والنشر الحكومية لتتمكن من أداء
مهمتها على الوجه المطلوب،ومساندة دور النشر الخاصة وتشجيعها على حسن العمل
وتجويده..
وإضافة لما سبق ،
ينبغي أن يكون ثمة خطة قومية للترجمة هي حصيلة الخطط القطرية ، بل تكون إغناء
وإحكاماً وتوسيعاً لهذه الخطط .
وينبغي أن تراعي الخطة
القومية التكامل في العمل الثقافي دفعاً للازدواجية والتكرار والهدر .
في العمل الأدبي حياة
، وفي الحياة روح . ويعتمد النقل من لغة إلى لغة على استساغة هذه الروح كي يتم
بعثها في إهاب جديد . ويلاحظ أن بعض المترجمين يتعاملون مع النصوص كرسم أكثر منه
حياة . فكيف يمكن حلّ هذا الإشكال ، وكيف يمكننا إيجاد مترجمين من أمثال المرحوم
سامي الدروبي ؟
إن
الترجمة أمانة ومسؤولية . وقد درج الباحثون في هذا الموضوع على أن يذكروا شرطين
ينبغي أن يتوافر لدى المترجم كيما يستطيع أداء مهمته بنجاح هما : إتقان اللغة
العربية المنقول إليها وإتقانه اللغة الأجنبية المنقول عنها .
ولكنني أضيف إلى هذين
الشرطين شروطاً أخرى هي الموهبة والرغبة والاختصاص .
إنما الموهبة ضرورية
لتبلغ الترجمة درجة الإتقان والإجادة . فليس كل من تعلم لغة أجنبية مع لغته الأم
قادراً على الترجمة الجيدة .
وأما الرغبة فإن
الترجمة عمل شاق يحتاج إلى كثير من الصبر والدأب والمقارنة والمفاضلة في انتقاء
الألفاظ والتراكيب الملائمة ، فإذا لم يكن لدى المترجم رغبة وميل أخفق في عمله وجاء
بالترجمة الرديئة .
وأما الاختصاص فهو
ضرورة قصوى فلا يكفي أن يكون المترجم طبيباً ليترجم مختلف البحوث الطبية، ولا أن
يكون أديباً ليترجم القصة والرواية والمسرحية والدراسة والشعر معاً . إن مترجم
الشعر لا يترجم الرواية، ومترجم الرواية لا يترجم الشعر .
إن
في الشعر على سبيل المثال مشاعر إنسانية وصوراً خيالية لا ينقلها إلا من استطاع
تمثلها وكان لديه مثيلاتها.
وإذا اجتمعت هذه
الشروط جميعاً كانت الترجمة إبداعاً حقيقياً في اللغة المنقول إليها وأضافت إلى
ثروات ثقافة أمتنا ثروة جديدة .
أما الأديب المرحوم
سامي الدروبي فذو فضل كبير على الأدب العربي بنقله روائع عالمية إلى اللغة العربية
بأسلوب متميز وقدرة على التمثل والتصور والأداء .
يلاحظ تقصير بيّن في نقل ثقافتنا إلى الآخر الأوروبي والأميركي . إلى أيّ حد يصح
هذا الرأي ، وكيف يمكننا تجاوز هذا التقصير؟
إن
الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية ما تزال محدودة على الرغم من أن
لدينا كتباً ومؤلفات كثيرة ، قديمة وحديثة ، جديرة بأن تنقل إلى اللغات الأخرى .
إن القليل منها الذي
نقل حتى الآن نقلّه غربيون من المهتمين بالحضارة العربية . إن هذا التقصير ينبغي أن
يزول ، وأن نخبز خبزنا بأيدينا .
إن صورة العربي قد جرى
تشويهها بعد أحداث الحادي عشر من أيلول بدوافع سياسية ظالمة، مما يجعل تصحيح هذه
الصورة واجباً علينا . إن بلوغ هذا الهدف لا يتم بسهولة ، بل يقتضي حشد الجهود ورصد
الأموال اللازمة ووضع خطة عمل تقوم على تنفيذها الجهات القادرة على هذا العمل
القومية والقطرية، ويسهم في تنفيذها المترجمون العرب المقيمون في الداخل وفي الخارج
. يجب أن نقدم صورتنا في حقيقتها لكل قارىء في العالم لنفي الصورة المزيفة التي
ألصقت بنا .
وتأتي العولمة لتزيد
الأمر تعقيداً . إن العولمة تطمع في إحلال ثقافة واحدة في العالم ، وإعلاء حضارة
على جميع الحضارات ، ومن واجبنا ، ونحن أمة مستهدفة في ثقافتها وحضارتها أن نأخذ
بزمام المبادرة للحفاظ على ذاتنا الحضارية ، وإبراز دورنا البناء في الماضي والحاضر
، والتمسك في صوغ المستقبل الذي نريد .
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - ضيوف السنونو - وجها لوجه - حوار: وفاء خرما
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق