الجمعة، 30 أكتوبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - خاطرة pensee suggestive - كي لايخسر الوطن طاقة ولايخسر المغترب وطنا ( فادية الخشن )

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - خاطرة pensee suggestive
كي لايخسر الوطن طاقة ولايخسر المغترب وطنا ( فادية الخشن )
 
كي لايخسرَ الوطنُ طاقة
ولا يخسرَ المغتربُ وطناً
 
     ما من عربي غريب أو مهاجر أو بعيد عن وطنه ، إلا ويأخذه حنينه العاصف إلى حضانته الأولى . فقلب الغريب على الدوام ، أشبه بمرفأ تتخبّط فيه مختلف الأمواج . ولذا تراه مشتعلاً ونابضاً بأحلام تقف في مقدمتها أحلام العودة ، وبالتالي لفك القلب من أسر الغربة وظلامها الثقيل .
 
     وسواء امتلك العربي جنسية أمريكية أو استرالية أو دانماركية أو بريطانية ، فإنه يظل عربي الروح في أعماقه. ويظل عربي الإنتماء بنظر الدول التي تمنحه جنسيتها ، أي أنه يبقى ذلك المخلوق الطارىء الصعب على الإندماج في النسيج الغربي ، وهذه ليست نظرية ، بقدر ما هي واقع .
 
     كي يكون المغترب العربي نافذاً وفاعلاً في الغرب أو في المناطق الأخرى من العالم ، على العالم العربي أن يمدّه’ بوسائل الدعم المختلفة ليصبح قامة لا تهزّها ريح أو تسقطها هزّة مفاجئة . فتقوية الإنسان العربي المغترب ، هي في نهاية المطاف تقوية للموقف العربي ، وانعاشاً للصورة العربية في العين الأجنبية ، وإذا ما حدث العكس ، نكون قد دفعنا الإنسان العربي إلى الهاوية ، إلى القطيعة ، فنخسر نحن طاقة ، ويخسر هو وطناً .
 
     يشكو العرب المغتربون من قلة الإحترام في غالبية المطارات ومعابر الحدود العربية ، قد تصل في بعض الأحيان إلى مضايقات يرتكبها أفراد . والمهاجرون ، لا يلومون الدول على حماقات بعض الأفراد غير المسؤولين ، إنما يريدون من حكومات الدول ، وضع موظفين مثقفين يحسنون التصرف، وحماية سمعة الدول من العبث . فالمطار في كل دولة من دول العالم ، هو الصورة الأولى أو الأمامية للوطن .
 
     المغتربون من وجهة النظر الأخرى .. سفراء لبلدانهم . وعليهم أن يكونوا الانموذج المتحضّر بالتعامل وبالحوار مع بشر المجتمعات الأجنبية ، كي يكون وجودهم وجوداً لاتشوبه شائبة أو تفتك به آفة من أمراض زمن الاغتراب .
 
( عن مجلة طقوس) الدانمرك .
(العدد السادس والسابع)
 
   
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق