مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
ضيوف السنونو
- عبر الإنترنت
les hotes de l'hirondelle par internet
|
|||
الأمين العام لوزارة الخارجية البرازيلية
الأستاذ اوزمار ميشيل شحفة (1)
|
|||
في جريدة السفير 21/12/2001 بقلم نايف كريم
ما يلي :
" في عصر الإعلام
الفضائي .. والانترنيت ..
والتكنولوجيا
والاتصالات السريعة ..
لا داعي بعد اليوم لأن
تخرج ساعياً خلف الدنيا،
لأن الدنيا ستسعى إليك
بكل ما فيها " .
دنيا كبيرة سعت إلينا
من المهجر البرازيلي ملبية مُحبة بكلّ الألفة الروحية الموروثة .. والولاء الجذري
المكنون ، حواراً أنيساً يتجاوز كثافة الزمان والمكان والغربة …!
أوزمار ميشيل شحفة
عبود : البرازيلي القلب السوري الحمصي الدم، الشاغل اليوم أهمّ المناصب الحساسة في
المهجر البرازيلي ( السكرتارية العامة للأعمال الخارجية في وزارة الخارجية) ..
ـ المجاز بالعلوم
الفضائية والاجتماعية من كلية الحقوق في جامعة "سان باولو"
ـ المؤهل
ديبلوماسياً من معهد "ريو برانكو"
ـ الحامل شهادة
الدراسات العليا من المعهد المذكور
ـ العامل منذ
1969 في أكثر من مهمة وطنية ديبلوماسية هامة
ـ الحائز على
"26" وساماً وميدالية من جهات عليا برازيلية وغير برازيلية وعلى عدة جوائز من معهد
"ريو برانكو" وسواه ، وعلى رأسها جائزة :
(La Fayette Carvalho Silvo)
.
أوزمار بن ميشيل داود
شحفة وأولغا سليم عبود الحمصيي الأصول ، هو الدنيا الكبيرة التي سعت إلينا ـ عبر
الانترنيت ـ ملبية ، لتحدثنا حديث خميرة الانتشار العربي الحمصي في الأصقاع ..
ونقاطه المضيئة في القارات .. فتستدر من عيوننا ـ نحن المقيمين ـ عَبرة الفرح
والاعتزاز .. ومن قلوبنا صلاة حارة أن يقي اللهُ ثرواتِنا البشرية المصدّرة ـ في
الزمان ـ عثرات الخسران والنسيان .. وأن يجعل من هجرة أبنائنا إياباً .. ومن
رياداتهم الظافرة مزيداً من الانغراس ..!
نهاد
عبر المسافات التي أضحت خرافة المكان والزمان نتبادل التحايا ونبدأ سمرنا على جناح
الأثير فنسألك عن مراتع الطفولة وعن أمكنة تسكن ذاكرتك وتوقظ في الروح ـ كلّما عنّت
على
البال ـ مشاعرَ حب وحنين !
لا
تستغربي إن قلت لك أن أكثر مكان يستقر في أعماقي من بين هذه الأمكنة والمراتع هو :
النادي الحمصي! فأنا أذكر كم هزَّتنا الفرحة ونحن ننتظر الحفلات السينمائية التي
كانت تقام فيه صباح كل يوم أحد .. وكم استمتعنا بلقاء أقربائنا وزملائنا وأصدقائنا
هناك . وبأي إقبال كنا نتحلّق جميعاً حول موائد الطعام العربي وكم حرّكت عواطفنا
مسرحيات كان يقدمّها أعضاء النادي من واقع الوطن الأم آنذاك بكل زخم أحاسيسهم
الوطنية والقومية .
حدّثنا إذن عن تأثير النادي الحمصي في حياة أفراد الجالية عامة وفي حياة عائلتك على
وجه الخصوص!
النادي جسر حقيقي بين المغتربين أنفسهم وبين المجتمع الذي استقبلهم بكل عطف وكرم
فلقد خلق، بما مورس فيه من تقاليد عربية عريقة، جواً من الاخوة والصداقة بين هؤلاء
المتحدرين من الأصول نفسها ولهذا نمت هذه المؤسسة مع الوقت سالكة طريقاً نشر ثقافة
السوريين وعاداتهم وتقاليدهم، كما نظَّم برامج تعٍّرف بالثقافة البرازيلية، وبهذا
تكوَّن نسيج، بفضل هذا النادي تلاحمت فيه الثقافتان الغنيتان وتفاعلتا .
أما عن دور هذا النادي في حياة عائلتي فإني طالما رأيتُه مرجعاً هاماً وضرورياً في
هذه الحياة، فقد اعتاد والدي " ميشيل شحفة" ـ وأغتنم هذه الفرصة لأوجّه إليه تحية
تقدير وتكريم ـ أن يكرّس كل جهوده وآرائه الخلاقة في دعم ونموّ النادي وازدهاره،
كما أن والدتي "اولغا عبود شحفة" كانت دائماً إلى جانبه تساعده بكلِّ حرارة وحماسة
لرفع مكانة النادي
.
يعدّدون علاقة المهاجر بوطنه الثاني فهي إمّا علاقة قائمة على الانعزال أو الذوبان
او الاندماج .. هل تعددت علاقة السوريين بالمجتمع البرازيلي أم غلب عليها طابع
واحد.. وما هو ؟
لا
نعدم أمثلة على حالات مهاجرين عاشوا العزلة أو الذوبان في وطن الاغتراب، لكنَّ
الطابع العام لعلاقة مهاجرينا بهذا الوطن هي الاندماج وهي الحالة الأكمل والأكثر
تحقيقاً للوجود داخل مجتمع غريب.. فسعيهم منذ البداية إلى تأسيس هيئة تبرز أصلهم
وهي "النادي الحمصي" وفي نفس الوقت تفسح لهم المجال لإثبات وجودهم وشخصيتهم العربية
في المجال الاجتماعي والثقافي متحلّين بالشعور العميق بالمسؤولية محصّنين بأخلاقهم
ومثلهم، جعل وجودهم فعالاً وقيِّماً ومؤثراً .
كيف وبأي الطرق أثبتت الجالية السورية فعاليتها وتأثيرها في مناحي الحياة في
المجتمع البرازيلي؟
أنشأت الجالية السورية مجموعة كبيرة من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والثقافية وهي
تعبير حيّ عن اعترافهم بالجميل نحو المجتمع الذي استقبلهم واستضافهم بكرم وحفاوة .
وفي مجال التنمية الاقتصادية، ساعد المجتمع السوري البرازيلي على توسيع مجال
التعاون التجاري مع بلدان العالم العربي بشكل عام ومع سوريا بشكل خاص ( مع أن هذا
التبادل لا يزال محدوداً ) .. كما أُشيرُ إلى اتفاقية التبادل الثقافي والتعليمي
التي جرى توقيعها عام 1997 بمناسبة زيارة سيادة وزير التربية السوري للبرازيل..
وسوف يكون هذا الاتفاق مقدّمة وحافزاً لتنشيط فعّال للعلاقات في هذا المجال ولإحياء
كل أشكال التعاون والوحدة التي ستحقق إنجازات جديدة في سائر المجالات الأخرى .
البرازيل بلدٌ يمتد
على نصف مساحة أمريكا الجنوبية، يتمتع بقوةٍ ديموغرافيةٍ هائلة، إضافة لامتلاكه
تاسع اقتصاد عالمي، أي أنه صاحب صوت مسموع في العالم الحاضر..كأمين عام لوزارة
خارجية هذا البلد، هل أتيح لك من خلال موقعك أن تُسهم بقدر ما في نصرة القضايا
العربية في المحافل الدولية، وهل تشعر أن أصلك السوري يرتب عليك مسؤولية ما تجاه
هذه المسألة، وهل من تعارض بين مصالح موطنك المولد ومصالح موطن الأجداد ؟
أنا مواطن برازيلي،
أعتز بانتمائي لوطني الذي فتح ذراعيه للقادمين من مختلف أنحاء العالم، وأفخر بأن
أجدادي – أحفاد سادة الجزء الأكبر من التاريخ – هم بعض من هؤلاء الذين انطلقوا من
هذا البيت العتيق نحو بلادنا باحثين عن حياة أفضل فأسهموا بشكل رائع بصنع حياة
البرازيل الفضلى، أقف أمام إرث هؤلاء مستمداً من تاريخهم جذوة ومن قبسه ناراً
تساعدني في ردّ دَين أشعر به نحوهم.
وكدبلوماسي برازيلي سوري الأصل ، وهي معادلة شاقة وخلاّبة ، فإنني أعمل على تحقيق
المفاهيم الأساسية للسياسة البرازيلية ـ تجاه الصراع في الشرق الأوسط ـ التي تدعو
إلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإيجاد
حل للصراع العربي الإسرائيلي عن طريق الوسائل السلمية، وتؤمن البرازيل أن لسورية
دوراً هاماً للغاية في هذه المسألة . فهل من خلافٍ أو تعارضٍ بين هذه الخطوط وبين
المصالح العربية السورية ؟
أما عن مسؤوليتي في
هذا الصدد فإنني أبذلُ جهدي بامتنان لتعميق العلاقات بين بلدينا وتعزيز الصداقة
السورية البرازيلية في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة ولما فيه مصلحة الشعبين
الحبيبين، ووضع برنامج للتعاون العلمي والتكنولوجي وباعتقادي أن البرازيل قادرة على
تقديم كل مساعدة ممكنة في هذا المجال .
كما أهتم بفهم مصالح
الشعبين ووضعها في الطريق الصحيح مستفيداً من حميمية العلاقات القائمة في رسم طرف
التلاقي المشترك والعمل ضمن الإمكانات المتاحة لتحقيق الأهداف المشتركة وتنميتها
بروحية الإيمان والتعاون . تساعدونني في ذلك أنتم ـ بيت المغترب ـ والنشاط المتميز
الذي تنهض به الجالية السورية في البرازيل .
( السؤال المنوه به في
الحاشية والذي طرحناه لا عبرَ الانترنيت بل عبرَ أثير الوطن الناعش الذي لفّنا
والزائر الحبيب وجهاً لوجه)
حمص . . التي كبرتْ بك وكبرتَ بها وأنت الكبير ، كيف تودعها ؟
حين وصلت حمص شعرت
بأنني ولدت هكذا لأقع يوماً بين ذراعيها ، فتاريخي مع حمص لا يُحسب بالساعات
القليلة التي أمضيتها فيها، وكم كانت مدهشة ، ولا بالحكايات العائلية التي سمعتها
عنها ، تاريخي مع هذه المدينة الرمزـ ككل مغترب سوري في البرازيل ـ يُحسب بدقات
القلوب .
وها هي تودعني تاركةً صورتها في مكان من القلب، وها أنا أودعها بشكر خالص من ابن
لأم فسلام عليها كل حين .
(1)
من
سعادة المفاجآت أن الضيف المذكور حلَّ في وطن الآباء على جناح الحقيقة بدعوة رسمية
من الحكومة السورية يوم 27 أيلول 2002. ولدى تشريفه لنا بيت المغترب لم نألُ جهداً
أن نسأله سؤالاً فرض نفسه، وهذه المرة لا عبرَ أثير تكنولوجيا القرية الكونية بل
عبر أثير هواء الوطن الذي تنسمناه معاً.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - ضيوف السنونو - عبر الإنترنت - الأمين العام لوزارة الخارجية البرازيلية الأستاذ اوزمار ميشيل شحفة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق