مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
خاطرة
pensee suggestive
|
|||
المعري في الحديقة (
قصي أتاسي
)
|
|||
لأمرٍ ما سُمِّيت تلك الحديقة المشرفة على شارع (أبي رمانة) في دمشق باسم المعرِّي،
ونُصِب تمثاله النصفي في صدرها.
والحق إنها ليست حديقة إلا على المجاز، فليس فيها من معالم الحدائق إلا بعض الخضرة
فلا ظلال ولا أفياء، ولا مروج ولا مياه… وهي ضئيلة المساحة محدودة الرقعة، مكشوفة
للأنواء، معروضة للهيب الشمس، وأين هي من حديقة الجاحظ الوارفة الظلال الممتدة
المساحة ذات الخضرة الكثيفة والأفياء اللطيفة؟ وهكذا كان حظ الجاحظ أوفر من حظ أبي
العلاء، فسبحان مقسِّم الأرزاق.
* * * *
ولكن متى كان أبو العلاء يعبأ بهذه التوافه، توافه الحظوظ والأرزاق، ومتى كان يحفل
بالحسد والغيرة أو يهتمّ للمناصب والمراتب؟ ألم يحكم على نفسه بالنفي والعزلة في
منـزله قانعاً من العيش بالكفاف؟ ليتأمل ويتدبر ويتبصر في أحوال الوجود
والحياة… وها هو اليوم في (تمثاله) المتواضع يلزم مكانه لا يبرحه، وعلى وجهه سيماء الوقار والتأمل، وفي جلسته ملامح الزهد والتقشف يرقب من شرفته موكب الحياة يضجُّ بين يديه سعياً وتزاحماً وتنافساً… وهو لا يملك إلا أن (يرى) ويتأمل ويعجب.
* * * *
تُرى لو قُدِّر لأبي العلاء وهو في (حديقته) أن يملي رسالة جديدة للغفران فكيف تكون
مضامينها وأفكارها؟ وفي أي قالب يصبّها وهل يبقى على ما جاء فيها أم يبدِّل ويحوِّر
خشية أن يصيبه ما أصاب طه حسين من (الشعر الجاهلي)؟
وقد
شاء المعرِّي في (رسالة الغفران) لفريقٍ من الشعراء أن يفوزوا بالمغفرة فوضعهم في
الجنة، كما شاء لفريقٍ آخر ألاّ يفوز فوضعه في النار… فما بال أبي العلاء بشعراء
هذا الزمان وكيف سيصنِّفهم في (رسالته) الجديدة.. ومَنْ منهم سينال رضاه.. ومَنْ
منهم سيناله السخط والغضب والهزء.. وأيهم سيقيم في النعيم المقيم؟ وأيهم سينـزل
الجحيم؟…
وما
رأي أبي العلاء في بعض اتجاهات الشعر الحديث ومذاهبه، وتصرُّف العاجزين من أصحابه
في وجوه القول؟ وماذا يرى في الموجة الحديثة التجريبية وأحاجيها وألغازها ورموزها
وطلاسمها حيث لا شعر ولا من يحزنون..
ولو
قُدِّر لأبي العلاء وهو في حديقته أن يُملي (لزوميات) جديدة فكيف تكون هذه
اللزوميات؟ وما الذي سيضيفه إليها؟ وماذا سيحذف منها؟
أغلب الظن أنه سيعيد طباعتها كما هي مشترطاً على وزارة الثقافة أن تحوِّل ريعَها
إلى رعاية المكفوفين، وان يُكتَب على غلافها بخطٍ واضحٍ مشكولٍ:
ولو
أني حُبِيتُ الخـلدَ فـرداً لما أحببـتُ بالخلد انفرادا
فلا
هطلتْ عليَّ ولا بأرضـي سحائب ليس تنتظم البلادا
|
|||
خاطرة
Pensée suggestive
ترجمة : أنيتا حسين
(“Al-Maárri” En El Jardin)
Por alguna razon se llamó aquel jardin ubicado
en la calle “Abu Rommane” de Damasco con el nombre del “Al-Maárri”, y su estatua
se colocó en el centro del jardin.
La verdad es que no tiene nada de jardin, solo
en nombre, tiene un poco de verde, pero nada de sombra, ni flores, ni agua, es
muy pequeño, desnudo, y azotado por los rayos del sol.., que diferente del
jardin del “Llahezz”, todo verde, sombra, flores y árboles.., como si fuera toda
la suerte para “Al-Llahezz” y nada para “Al-Maárri”.
* * *
En todo caso , desde cuando
“Al-Maárri” se preocupaba de estas cosas… como la suerte? ó cuando pensaba
sobre los celos, envidia, ó puestos?.. él , elegió el retiro y la soledad en su
casa, muy convencido.. para analizar los casos de la existencia y la vida.. tal
como está hoy en su estatua, la cual habla todo sobre su carácter..
* * *
yo pienso si es posible
para “Al-Maárri”
(1)
, hoy y desde su jardin, escribir una nueva carta del perdón, como será ?.. la
hará al mismo estilo de la antigua carta ?, ó la cambiariá, para no afrentar lo
mismo que le pasó a “Ttaha Hussein” ?..
“Al-Maárri” , en su carta del perdón, elegió
unos poetas para el paraiso, ellos quienes ganaron el perdón. y elegió otros al
infierno, quienes perdieron el perdón.., tal vez, que haria “Al-Maárri”, con los
poetas de hoy ?.. en su nueva carta del perdón ?.., quien lo ganará ? y quien lo
perderá ?, quien va al paraiso ? y quien va al infierno ?, que opinaría
“Al-Maárri” sobre algunas ideas de la moderna poesia, en su estilo, anhelos,
puntos de vista..adonde no se encuentra nada de poesia.
Si tuviera la oportunidad
de poner nuevas condiciones para su carta del perdón, como serián ? y que
serán ?.., pienso yo, que las escribiria nuevamente, pidiendo del ministerio de
cultura, dar sus beneficios para el cuidado de los ciegos, y escribiria en la
portada con claras letras :
Que me sirve todo lo bueno, si es solo para
mi ?, sin mejorar a toda mi gente, tierra, y pais ..
(1)
“Al- Maarri” es un gran literario
árabe, tiene muchas obras, él escribió la famosa carta del perdon.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الجمعة، 30 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - خاطرة pensee suggestive - المعري في الحديقة ( قصي أتاسي )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق