الجمعة، 30 أكتوبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - ضيوف بيت المغترب - يوسف الحاج و ناجي درويش - قسم 1

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - ضيوف بيت المغترب
يوسف الحاج  و ناجي درويش
 
   ضيوف بيت المغترب                                           Les Hôtes de la Maison
مع الدكتور رغيد نحاس / رئيس تحرير مجلة "كلمات"
 
رحم الله الإمام الشافعي القائل :
" لابدّ من "صنعا" وإن طال السَّفر "
 
وهكذا طار الدكتور رغيد نحاس من سيدني ـ أوستراليا ليحطَّ رحاله في حمص ، في بيت المغترب مقر رابطة أصدقاء المغتربين مساء الأحد ، الرابع من آب 2002م . كان في استقباله رئيسة الرابطة الأديبة الآنسة نهاد شبوع مع لفيف من أديبات حمص وأدبائها وفنانيها وأعضاء الرابطة .
الدكتور رغيد نحاس رئيس تحرير مجلة "كلمات" الدورية العالمية للكتابة الخلاقة بالإنكليزية والعربية . شعارها : الكلمة باب الإرث الحضاري والكتابة مفتاح ديمومته . وأستطيع القول عن "كلمات" هي واحة من نخيلٍ حديث تتيح المجال للتلاقح بين الأدب المكتوب بالانكليزية والأدب المكتوب بالعربية بوساطة الترجمة المرنة من وإلى اللغتين كي يتمَّ التأثرّ والتأثير في الآن الواحد .
في حزيران الماضي صدر العدد العاشر من "كلمات" وقد استقطبت هذه المجلة حتى الآن عدداً من هامات الإبداع في الوطن العربي : من سوريا ولبنان والعراق والبحرين ، واستطاعت مدَّ الجسور مع الأدباء العرب المنتشرين في المهجر وتمَّ ذلك بجهد فردي يؤازره الأصدقاء’ الذين يمنحون وقتهم وألق عيونهم لقراءَة  النصوص الواردة والقيام بترجمتها للإسهام بجهد إلى جانب جهد رئيس التحرير .
جاء الدكتور رغيد نحاس ابن دمشق إلى حمص ليلتقي وجهاً لوجه مع أنصار "كلمات" التي هي رسالة لمّا تزل في المهد الحضاري …
كانت إطلالته كنسائم باردة منعشة في أمسية آب … وكانت كلماته برداً وسلاماً على قلوب مستمعيه . وقد شدَّنا إلى استماعه مصداقية الطرح وتواضع حامل همٍّ ثقافيّ لا يعرف المجاملة ويرسم الأهداف بشكلٍ جليٍّ واضح دون مواربة .
وفي أوَّلِ الليل … وما أدراكَ ما الليل .. حملَنا نسيمه’ إلى مربع "الغاردينيا" لنتنسَّمَ عرارَ حمص العديَّة ولو بعد العشايا …!
وتحت سحر الليل استمرَّ الحديث العذب’ كالقهوة المعتَّقة في دنان "الأندرين" وجرى الحديث عن المناخ المتاح للمبدع الغربيّ بالمقارنة لواقع المناخ السائد في الوطن العربيّ .
وفي منتصف الليل ودَّعنا وغادر إلى دمشق آخذاً شيئاً من قلوبنا .. تاركاً نفحاتِ مسكٍ من حضور جميل لحضور جميل .. واعداً أن يكرِّر الزيارة إلى حمص قبل سفره عائداً إلى سيدني .. إلى كلماته ومجلَّته وسهر لياليه ليرعى هذه النخلة الواعدة بالثمار الآجلة .
في ليلة الأحد 11 آب 2002م ، أجرت الفضائيَّة السوريَّة مقابلةً مع الدكتور رغيد نحاس لم أستطع مشاهدتها في حينها .. ولا في اليوم الثاني بسبب انقطاع التيار الكهربائي ، أترك الكتابة عنها للذين شاهدوها…
كلمة أخيرة : أهلاً بكَ في بيتكَ "بيت المغترب" في حمص مدينة الشعر والأدب والأنصار…
 
ولسان حالي يقول’ : لك يا منازل’ في القلوب منازل’ …
بصمات زيارة ( ناجي درويش )
بدعوة من وزارة الخارجية السورية قام وفد برازيلي كبير برئاسة السيد أوزمار شحفة أمين عام وزارة الخارجية البرازيلية بزيارة رسمية ذات طابع سياسي ثقافي واقتصادي إلى سورية،  وتألف الوفد البرازيلي من السادة :
   ·    سعادة السفير أوزمار شحفة أمين عام وزارة الخارجية البرازيلية .
   ·    سعادة السفير ماورو فييرا مدير مكتب السفير شحفة .
   ·    الوزير المفوض ريجيس أرسلنيان معاون الأمين العام .
   ·    المستشار راول كلمبوس دي كاسترو رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية .
   ·    السيد باولو سيرجيو عطا الله رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية .
   ·    وسيادة المطران دامسكينوس منصور ميتروبوليت سان باولو و كل البرازيل .
والجدير بالذكر أن السيدين شحفة وعطاالله متحدران من أصل حمصي و لهما في مدينة حمص أقرباء و أصدقاء كثر وهما من الشخصيات البارزة في وطنهما الثاني البرازيل .
  دمشق 28 / 9 / 2002 – سانا
    البرازيل.. المساءات التي سبقت الجمعة 27/9/2002

   حالة تشبه النور ، بسمة طبعت في فم الدهر ، ودمعة سبحت في البلاد ..

حكاية عشق وشوق ، ورود عمّ عبقها مساحة الكون ، وألوان من لوحة اسمها " المنثورة " .. هم هناك .. يرتشفون كأس المساء وينشدون قصائد العودة .. كأن شيئاً لم يكن وكأن الريح لم تحملهم إلى الضفة الأخرى ..
               الشام .. شامة هذا الزمان اشتاقتهم فبعثت ببريد المساء شمساً تنير ذاكرتهم الحالمة باختصار المسافة بين الوطن والوطن، فلبوا النداء وأتوا كما البراق يخطون على دفتر المجد وجه النضار .. غائبون ما غادروا ، وأبناء لهذه الأرض ما ولدوا فيها !. ، ولكنهم كاللؤلؤ خرجوا من صدف البحر ونادوا الشاطيء الذي منه خرج أجدادهم وامتدوا في الأرض بوصلة للجهات .. فأيقظوا الموج ورسموا في الغيم بيوت الأقحوان وعلى الأرض السلام ..
     دمشق المدينة المحروسة بالله .. الجمعة 27/ 9 /2002
   من مملكة الخضرة والجمال والكرنفال والفرح الجميل ، من وطن نذكره كل يوم مع قهوة الصباح .. من البرازيل .. جاء سنونو ومعه رفاق الرحلة ..
فإذا بدمشق تنداح كبردى .. تنهض من غفوة الحلم وتفتح مقلتيها بانبهار ..، ياسمينها ينفض عنه زهيراته ليفترشها سندس الطرقات ، والأضاليا ضاحكة تتفتح ، أما أزهار (الشب الظريف) فشاهدت دموعاً في عيون الأرض ..
وأعلن النشيد فاتحة المسير ، وانتصب قاسيون محيياً المدينة المحروسة: " لك يا شام كل ما تشتهين .. فأنت في كل أرض وقفة و رجال، و فينيقك ما زال يغذي الجنوب بشريانه والشمال " ..
العيون ترقب الموكب في الدروب .. من أين هؤلاء ؟.. ويا للسؤال !! وجوه ناطقة بالأصالة هؤلاء .. ملامح تخفي ذاكرة محكية هؤلاء، أما القلوب فتنشقت الأريج مترعاً بالشيح والنرجس والخزامى والزعتر والزيزفون ..
      لقاءات و أعمال ..
    المحطة الأولى حضن الجبل في وزارة العلم والتعليم .. حيث رحّب الوزير ورجال العلم والكِتاب بالضيوف أهل الدار، ودار الحديث وأعلن الجميع أن العلم نور وأن العمل صلاة وأن التاريخ تاريخ كل البلاد لا يكتبه إلاّ الذين يتعبون ..
     كأسك يا وطن .. السفارة البرازيلية بدمشق ..السبت 28/9/2002
     وغذّوا المسير ..
فموعد تحية الوطن الثاني اقترب ولاح بيرق البرازيل من جديد، مرحباً بعطر الوطن ، واختار سفيرها في دمشق نادي الشرق ساحةً للاستقبال .. وهل أجمل من سحر الشرق غير سحر اللقاء ..
وتوالت اللقاءات على أرض الشام .. سياسة .. ثقافة .. أعمالاً ..
      على شطآن الرب ..
    وكان لا بد من صلاة للنجاح ..
وفي الشارع المستقيم على طريق ساحة باب توما الرسول  سار الركب يطلب البركة فاستقبلهم صاحب الغبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق بتحية وصلاة ودعاء وأبى إلاّ أن تكون البركة بلغة المسيح ، فوهّدت صيدنايا التلال لأحفاد الواهدين وردّت معلولا التحية فسقتهم ماء الينبوع المقدّس وهمست: " أنا رجع صدى التاريخ "..
واحتجبت الشمس خجلاً ، فغداً يوم عظيم ..
     إلى حمص ذاهبون .. الاثنين 30/ 9/ 2002
    و" طل الصباح و زقزق العصفور"..
نفض السنونو جناحيه وتحضر الركب للمسير ..
قطعوا تيه الشام، فإذا بمنجيرة راعٍ تصيح : " هذه مملكة المجوز .. أما شرفة حمص فأول خضرة الطريق ونهايتها نهاية الجهات " ..
كان الشوق يمشي كظلّ لهم ، يسبقونه فيهرول كطفل صغير ..
وحمص الهاجعة على السرير تتطلع عبر شقوق ذاكرة عميقة الأغوار مترامية المسافات إلى حيث يلتمع ضوء أبنائها سادة العطر والجمال  تشتاقهم كشوقها إلى كرمة مزارعها .. تحاول متعمدة أن تقطع في النهايات فهي تريد أن يبقى الزمن مفتوحاً وأن يكون السرد شاهداً على ماضٍ يعود .. أشرقت في ذاك الصباح قبل الضوء وذهبت مبكرة توقظ دروبها التاريخ ..صعدت سنابل الحقول إلى العاصي المتحلق حول عنقها كأيقونة كي لا تصيبها العين تبشره بقرب القدوم ..، ورفعت ذراعيها تومئ وترشد إلى المكان ..
وقلوب القادمين تنظر وتقول : "حمص أنت الأم والقبلة والمرتجى .. تخشى الغربة شوقك فتطأطئ رأسها خجلاً " ..
وتم العناق وكبرت المدينة وصارت بحجم  أم أفردت صدرها تحتضنك أنت الابن البار الآتي مع اخضرار الحلم والسماء تعود بها إلى ذكريات قديمة جميلة تمر كحلم بعيد ..
      خبز و ملح ..
    وتعاقبت ألوان النهار بعجائبية إلهية و حل المساء ووصل سعادة السفير إلى واحة فندق السفير، وحضرت وجوه المدينة، أهلاً وأصدقاء ، ومع نسيم لا تعرفه إلاّ ليالي حمص طاف السيد أسعد عطا الله على كل ضيف .. النسيم يندّي وأسعد يرحب ، وشرب الجميع نخب القدوم ونخب القادمين ..
وأقبل الليل ففتحت الأم حضنها الوثير و نام الأبناء كما لم يناموا منذ دهور ..
      في أزقة المدينة .. الثلاثاء 1/10 /2002
    وعاد الصباح ..
أرأيت إلى قطرة الندى على وجه الوردة ..
إلى جناح العصفور يستفيق فوق غصنه المرعش ..
وإلى السنونو يطوف الأزقة القديمة حيث الحجارة السود والقلب المرمر.. وتنطق الجدران :
 " هيه .. يا من تبقى من وجوه محفورة في الدماء .. عرفتكم ،رأيتكم آلاف المرات واستقبلتكم مرّة "
      بركة ..
     وفي مطرانية الروم الأرثوذكس كان لقاء حميم .. فرحب الراعي  بالرعية وبالمتروبوليت دامسكينوس منصور مطران البرازيل القادم مع الوفد ، وعلى جناح الروح تقدموا من ضفاف الله أكثر فزاروا الأربعين شهيداً والقديس اليان .. الحمصي أيضاً ، وفي حرم أم الزنار رحب الأب أغناطيوس ميدع ورفاقه عن كنيسة السريان الكاثوليك بالقادمين .. ثم نحو جامع "خالد بن الوليد" عرّج الركب.
      محافظ المدينة ودعوة كريمة ..
    وغذّوا المسير فاتسعت الدروب والقلوب ، وازدان مطعم بيت الآغا بدعوة حارّة للحب، فصاحب الدعوة محافظ المدينة السعيدة، والمدعوون ضيوفها أولادها الكبار، وحمص سكرى جذلى باللقاء وهل يُسكر الأم إلاّ نجاح الولد ؟!.
      في بيت المغترب ..
     ودقت الساعة سادسة المساء ..
تلك الساعة التي يميل فيها النهار نحو الليل لم تحمل يوماً ذات الشروق ، فهناك بالقرب من بيت الآغا حيث لهفة الوجوه المنتظرة كانت الحيرة تلف أصدقاء المغتربين في رابطتهم .. كيف سيترجمون(المرحبا)؟.. فليفرشوا الأرض لؤلؤاً وعسجداً وتبراً وزبرجداً .. لا .. فليقدموا خلخلات الينابيع والجدوال وأفاويح الزهور واختلاج المناهل .. ثم قرروا تقديم حبات القلوب التي مذ ولد النبض فيها  لا تعرف إلاّ أن تثير الرعشة الكبرى في أوصال الجسم جميعها .. قرروا تقديمها لدماء القلوب ..
ووصل الضيف الابن الكبير ومعه صاحبا السيادة مطران البرازيل ومطران حمص و السفير البرازيلي بدمشق والوفد المرافق إلى " وكنة الطيور المهاجرة في قلب الوطن الحنون" .. إلى بيت المغترب ..
    وزغرد النشيد لبدء اللقاء ..
      هكذا التحية ..
      وقدمت الآنسة نهاد شبوع عن الرابطة البيت لأهله كما الوطن .. ومرقد القلب ونبضه أهلاً ومهجته سهلاً ..، ثم حيّت الزائر الكبير سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية البرازيلية ابن حمص البار  والبركة القادمة مع سيادة المطران دامسكينوس منصور وبركة الضفة المقيمة سيادة المطران جاورجيوس أبو زخم ثم سعادة سفير البرازيل غيليرمي داكونيا باستوس صديق حمص والرابطة ورفاق الرحلة البرازيليي القلب السوريي الدماء، والبرازيليي القلب والدماء وخصت بالذكر السيد باولو سيرجيو عطاالله رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية والإخوة الأصدقاء فعاليات المدينة وأهل الضيوف، ثم أعضاء "رابطة أصدقاء المغتربين" ورحبت بالجميع في " البيت المبني بنحاتة الأشواق .. المسكون بأطياف الأهل الراحلين العابق بألف حكاية لقاء" ، وأعلنت أمومة البيت وأهل البيت للقادمين، وحيت الوطنين السوري والبرازيلي وحيّت قائد الوطن الذي وجه وشجع ، والزائر الرمز الذي لبّى وأترع ..
      وهكذا تردُّ التحية ..
      أما الضيف الكبير فكان يعلم لماذا القدوم ، فغافل الجميع والكل ينتظرون ، وذكر شجاعة الأجداد "وسيلة وداوود شحفة، ومريم وسليم عبود" ، وشكر الوطن و أهله وكرم الوطن .. ثم أعلن أن لاشيء يمسح العرق إلاّ شكر المتعبين ، وأنه قادم لبيته ليشكر من ناء بحمل حجارته ، وأنه يحمل بطاقة تحية وذكرى وترجمة لشعور بالوفاء و وسام محبة وحنان من وطن لوطن ..
ثم تحدث السفير البرازيلي بدمشق ، معلناً هذا البيت رباطاً جميلاً وبناء ألفة عظيماً ، شارحاً دوافع منح الوسام ..
            نهاد شبوع .. فارساً..
    وتقدم السيد أسعد موريس عطا الله مستقبل الوفد يقرأ نص المرسوم القرار :
    " إن رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية الأستاذ الأكبر لمعهد (ريو برانكو) تكريماً للسيدة نهاد شبوع ، رئيسة بيت المغترب السوري حاملة الجنسية السورية يمنحها وسام ( ريو برانكو) من درجة فارس بموجب المرسوم المؤرخ في 29 / أيار / 2002 وتأكيداً لهذا التكريم يقدّم لها شهادة موقعة من قبلي وممهورة بخاتم معهد ريو برانكو" .
برازيليا في 31 / أيار / 2002
العام الحادي والثلاثون بعد المائة للاستقلال والعام الرابع عشر والمائة لإعلان الجمهورية
توقيع : أمين سر لجنة الأوسمة
وامتدت يد السيد أوزمار شحفة نيابة عن يد الرئيس البرازيلي ، ترمم التعب اللذيذ و تقلد السيدة  نهاد الوسام ، وتزين الصدر المرتجف بالحمل الجميل وأورقت سنابل الضوء فوق الجبين المكلل بالغار وتاهت بنهاد الأرض عن السماء ، فلم تسمع علو التصفيق ،  لكنها بشبه صمت بشبه صوت عادت تنقش كلماتها على حروف المساء وتأسف لأنها لا تملك للشكر سوى كلمات وكلمات لتقول :
" مفعمة بالتأثر والدهشة، فاللحظة تحبس لساني وتقذفني إلى مدارات من التفكير والتذكر وامتحانات الجدارة .. التي سرعان ما يخرجني منها القلب البرازيلي الكبير المتماهي مع القلب السوري الحبيب راضية مرضية .. مرفوعة الهامة عالية الجبين .. مشدودة أكثر فأكثر إلى القلبين بألف سبب منسوج بحكايا السندباد العربي .. ضارب في أعماق الطفولة والروح والتاريخ .. عاتٍ
– الساعة – على كل شرح وتفسير.. لأعود إلى الطيران بأجنحة الفرح الهاجم .. في فضاء كبير من المعزة والفخر .. فالتكريم للوطن السوريّ المصدّر .. وأنا من عروقه وشجرته .. وللمبدأ النبيل وأنا من دعاته وغرَسته .. وللثبات على الإيمان والعمل وأنا من كهنته .. التكريم لرمز البيت الأهلي في الوطن "بيت المغترب" وأنا من بناته وسدَنته..
وأسعد إذ تتلمّس فيّ حكومة البرازيل وهج هذه الرسالة الوطنية المستمدة من مدرسة القائد الخالد حافظ الأسد في تعزيز المغتربين، وممن يسير الآن على نهجه الدكتور الرئيس بشار الأسد .. رسالة تذكير أجيال متحدّرة صارت من رعاياها بوكنة الجدود الأولى .. الوطن النبع .. الذي منه كان التساقي المنعش في الوطن الثاني فاخضرار شجرة الحياة .. وخروج الهجرة من معاني الجراح إلى معاني التعمير والفلاح ..! وأدرك روعة أن يكون الانسان حبة صغيرة نافعة من بيادر بلده واحداً من كوكبة رفاق تعاونوا معي فأنجزوا العمل الطيب .. ( رابطة أصدقاء المغتربين ). وأزداد يقيناً بأن الوسام لكل هذه المعاني التي نهلتها من حمصي .. الوسام لحمص مقيمة ومغتربة .. الوسام لنا جميعاً .. ولن يكون إلاّ لنا جميعاً ..! وتقوى رسالتي وتستنير مسيرتي .. وتسلم رابطتي ( رابطة أصدقاء المغتربين ) مشدودة الأزر بإيمان الضفتين المقيمة والمسافرة ..
شكراً .. شكراً أيتها البرازيل .. يا من لا زلت تغسلين عن عيون سورية المفارقة دموع الرحيل .. بتكريمك المتكرر لينبوع الدم العربي المنصب في شرايين أبنائك .. شكراً لرموزك الأكارم الزائرين يعززون بهذا الوسام رسالتي .
عهداً .. عهداً صادقاً عني عن رابطتي "رابطة أصدقاء المغتربين" التي اختارتني مسؤولة أولى لمدى زمني طويل .. أتاح لي تحقيق بعض ما مار في أحلامي ..
وعهداً بأن نترجم مسؤولية الوسام أمانة في العنق تقودنا إلى تخطيط الأعمال المستقبلية التي من شأنها تقوية جسور روابطنا وقيم الإنسان فينا .. فلا نبتعد ولا تبتعدون ..!
حمص 1/ 10/ ‏2002‏‏             نهاد شبوع
     درعُ محبة وذكرى ..
      ثم أعلنت الرابطة أن ما يجمعها بالقادمين عميق دافئ وحنون حتى أقاصي الروح .. وأن هذا البيت يحمل أعلى مستويات الألفة والحب ، فكرمت رموز الوطن البرازيلي :
    ·       السيد أوزمار شحفة أمين عام وزارة الخارجية البرازيلية .
    ·       السيد غيريلمي باستوس سفير البرازيل في دمشق .
    ·       السيد باولو سيرجيو عطالله رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية .
    ·       المطران دامسكينوس منصور متروبوليت البرازيل وسان باولو .
    ·      رمز الوطن المقيم : صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم .
       وقدمت لهم دروعاً تحمل الشعار السنونو وعبارة " وفاءً لبناة الجسور " ، مع نقش (ذكرى لقاء الوطن البرازيلي بالوطن السوري المقيم في 1 /10 /2002) .
وفي نهاية اللقاء وليس للقاءات المحبة نهاية قطع الحاضرون قوالب الكاتو المزدانة بأعلام البرازيل وسوريا والرابطة ، وصافحت القلوب الدماء والنبض الشرايين ..
وانطلق الركب من جديد ..
      دعوةُ الأهل
فهناك دعوة أخرى للارتقاء بالمشاعر نحو المزيد من المحبة و محطة أخيرة للعيش وسط دفء الوطن.. وفتح بيت الآغا ثغره فرحاً من جديد لدعوة كريمة ، وهذه المرة كان الدكتور فادي شحفة ممثلاً لآله الكرام أجداد وأهل الضيف الكبير يسقي الورود بكرم الأريج ..
      إلى اللقاء
وحملت طاحونة الزمن ساعة الرحيل ..
وطار السنونو من جديد .. ليَشع ملامحه ضوءاً  في تقاطيع الأمكنة ..
 وحمص تلفظ ثمارها دمعاً لمقلتيها ..و لا ترى الرحيل بل تنظر اللقاء ولا تعترف بالبرهة وهي أم الزمن المستحيل .. عود طيب كلما ابتعدت عنه ازددت شوقاً لتنسم أريجه الفواح .
     السيد أوزمار شحفة في سطور
    ولد في مدينة سان باولو بتاريخ 25/ تموز/ 1941، نجل السيد ميشيل شحفة وأولغا عبود ، مجاز في العلوم القضائية والاجتماعية – جامعة FD USP CPCD   معهد ريو برانكو ، دورة في الممارسة الدبلوماسية والقنصلية – معهد ريو برانكو ، دورة في التدريب وتحسين الأداء لرؤساء الأقسام التجارية – برازيليا CAE معهد ريو برانكو :
·       سكرتير ثالث 1967
·       سكرتير ثان باستحقاق 1970
·       سكرتير أول باستحقاق 1976
·       مستشار باستحقاق 1979
·       وزير درجة ثانية 1984
·       وزير درجة أولى 1991
·       مساعد رئيس دائرة التعاون الفكري 1968/1969
·       نائب رئيس قسم التعاون الفكري 1969
·       مساعد رئيس قسم آسيا والمحيطات 1970
·       نائب رئيس قسم آسيا والمحيطات 1970
·       مساعد رئيس إدارة القارات الأمريكية 1979/ 1981
·       نائب رئيس إدارة أمريكا الجنوبية 1 / 1980/ 1981
·       نائب رئيس إدارة أمريكا الجنوبية 2 / 1981 / 1984
·       ملحق 1984 / 1985
·       رئيس المراسم 1989 / 1991
·       رئيس مكتب الأمين العام للعلاقات الخارجية 1992
·       باريس سكرتير ثان 1970 / 1974
·       لاباز سكرتير ثان 1974 / 1976
·       لاباز قائم بالأعمال 1976
·       بيونس آيرس سكرتير أول 1976 / 1979
·       باراما ريبو قائم بالأعمال 1983
·       كراكاس وزير – مستشار 1985 / 1988
·       كراكاس قائم بالأعمال 1986 / 1988
·       كيتو سفير 1994 / 1999
·       واشنطن المساعد الرئيسي للأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية 1984/ 1985
·       شارك في عدة اجتماعات دولية ثنائية ومتعددة الأطراف كمساعد ومندوب ورئيس وفد .
·       تم تقليده بعدة أوسمة برازيلية وأجنبية .
 
جوائز :
 
·       جائزة لافاييت كرفاليو وسيلفا – معهد ريو برانكو 1967
·       جائزة ريو برانكو ووسام فضة دورة تحضيرية في المهنة الدبلوماسية – معهد ريو برانكو 1967 .
   ضيوف البيت                                                 Les Hôtes de la Maison
كلمة السيد اوزمار شحفة "أمين عام وزارة الخارجية البرازيليّة"
بمناسبة زيارته لبيت المغترب وتقليده السيدة نهاد شبوع الوسام

ترجمة : المغترب السيد عيسى بندقي عن البرتغالية

     أَودُّ أن أُعبَّر لكم عن شكري العميق لحرارة الاستقبال وروعة اللطف تكسونني بهما لدى زيارتي لمدينة حمص.
     أَلمسُ بكل ارتياح أَن الشعب السوريَّ، وبالأَخصِّ شعب هذه المدينة، لايزالُ محافظاً على تقاليد الضيافة وهي من سماته الأَصلية وشمائل الأُمة العربية، يمكن للغرب أن يأخذ عنها دروساً عدَّة. إنني ملتزم بهذه المكرمة واعتبرها واحدة من مكارم العرب أتمسَّكُ بها محافظاً على عمق الجذور التي تربطني ببلادي.
     لا ضرورة للكثير من الكلام لأُعبِّرَ عن سروري بوجودي هنا في حمص. وجودي بين أُناسٍ يدركون بجلاء تجربة مغترِب متحدِّر من مغترِب، كما حالي الآن، يعود إلى بلده الأَصلي وبالأَخصِّ إلى المدينة التي نشأَتْ فيها عائلته.
     مدينة "حمص" لا تَشكِّلُ بالنسبة إليَّ مجرَّد ذكريات عائليّة فحسب، بل إنها "مثال" يتميز به المغترب السوريّ، وبالأَخصَّ، في البرازيل. ذلك لأَن لكلِّ مدينة خصوصيَّة محدَّدة. ليس من الناحية المعماريَّة بل من ناحية طبع السكَّان وروحيَّة التكافل التي يتَّسمون بها. إنني الآن أمام ما بناهُ الأَسلافُ أَشعر شعوراً عميقاً بارتباطي مع هذه الروحيَّة التي أَلتزم بها وأتحلَّى بها خلال ممارستي لمهنتي.
     إن سروري بهذه الزيارة أَعظم متعة بامتياز خاصّ، لأَنني أمثّلُ رسميّاً الحكومة البرازيليَّة، وإنَّ أصولي السوريَّة ـ متضافرةً مع شعوري العميق بانتسابي إلى البرازيل والتزامي بخدمة دولة البرازيل ـ ، يضعانني في موقع حسَّاس لتقدير المصالح السوريَّة ـ البرازيليَّة من خلال رؤية واضحة: هي معرفة مصالح شعبينا ووضعها في محلِّها الصحيح. فمحاولتي كدبلوماسيّ أَن أَرسم طرف التلاقي المشترك. إن هذا العمل مرهق ولكنه مجزٍ.
     أعود إلى البرازيل بروحيَّة متجدِّدة للتأكيد على أَننا نسير في الطريق الصحيح نحو تقاربٍ أَعمق بين بلدينا. إنني واثق بالنشاط التقليدي المتميِّز الذي تنهض به الجالية السوريَّة في البرازيل لتفعيل هذا التقارب.
     الجالية السوريَّة تساهم في بناء المجتمع البرازيلي. ويمكن أن تتوضَّح أعمالها في مشاريع تقارب بين البرازيل وسورية التي توليها حكوماتنا كلَّ الاهتمام لتطويرها وتنميتها.
     أُودِّعكم وأَنقل لكم باسم البرازيل شعباً وحكومةً عميم الشكر وخالصه لما تكنُّه سورية وشعب حمص من ولاءٍ للبرازيل. ومن الأَكيد ان الدَّينَ المترتّب علينا نحو أُولئك الذين انطلقوا نحو بلادنا بحثاً عن حياةٍ أَفضل لا بدَّ أَنْ يُسدَّدَ.
     إِنني أَقطعُ أمامكم وعداً بأَن أعمل ضمن الامكانيَّات المتاحة لي، لتحقيق رعاية المصالح المتبادلة وتنميتها بروحيَّة الإيمان والتعاون التي هي من مناقب الأسلاف وإرثهم.

( رابطة أصدقاء المغتربين)


   أحبــابنـا :
مِن دَأبِ "الرّابطةِ" السَّفَر فوق خَرائطِ العَالم بَاحِثََةً عن كلِّ وَجهٍ حَبيب انقَطع جَذرُه كشريَان رَغمَاً، وَرَحَل كتائهٍ رَغماً، بَعدَ أن زرَع صُورةَ الوَطن في عَينيهِ ، وَطبَعَ تلكَ التمتمة الصَّلاةَ على شفتيه:
" أشهَدُ اَلاّحُبَّ إلاّحُبّك يَاوطني " .

نهاد شبوع  

  ضيوف البيت                                                    Les Hôtes de la Maison
كلمة السيد غيليرمي داكونيا باستوس  " سفير البرازيل في سوريَّة "
بمناسبة زيارته لبيت المغترب برفقة أمين عام وزارة الخارجية البرازيلية وتقليده الوسام
 
ترجمة : المغترب السيد عيسى بندقي عن البرتغالية
 
يسعدني أن أُعبِّر لكم عن سروري العميق بعودتي إلى الالتقاء بكم في بيت المغترب بحمص.
إنَّ لطفكم وحرارة استقبالكم لنا هي أَصدق تعبير عن كرم الضيافة لدى الشعب السوري.
وهي إحدى الشمائل العميقة الجذور التي حافظ عليها المغتربون السوريّون في مغترباتهم ..   ونحـن ـ البرازيليّين ـ نشهد أصالتها وعمق جذورها.
إنَّ وجودنا هنا معكم ليس مجَّرد مصادفة فحسب.. بل إنَّه تعبير عن اعترافنا بالمهمَّة التي يضطَّلع بها "بيت المغترب" حين يقدِّم المساعدة لجماعات المغتربين السوريّين لدى عودتهم إلى أَرضهم وطن آبائهم.
الحقيقة إنَّ زيارتنا تعبِّر عن تحقيق هدفين:ـ
أَوَّلاً: عن تقديرنا واحترامنا للجهد الملتزم والعمل الدؤوب اللذين تقوم بهما هذه المؤسَّسة واللذين استفاد منهما الكثيرون.
ثانياً: لنعبِّر عن تكريمنا وتقديرنا للشخصيَّة التي تمثِّل روحَ هذا البيت لما تبذله من تضحية، مجسَّدَةً بالسيدة رئيسة الرابطة : نهاد شبّوع.
السيدة شبّوع ،
إنَّ وَهْبَ المساعدة للمغتربين العائدين إلى وطنهم الأَوَّل، بصفة دائمة أو طارئة، يمثّل نشاطاً ذا أَهميَّة بالغة. إنَّ عودة المغترب بعد السنين الطويلة في مغتربه الاختياريّ هي عودة لا تخلو من دفقة العاطفة، ولكنها تستدعي مجابهة أَوضاع قد تغيَّرت واختلفت كليّاً عمَّا أَلفه قبل اغترابه.
إن البرازيل البلد الذي كان له حظّ الاعتماد على المساعدة التي يتلقَّاها من المغتربين السوريين في بناء مجتمعه واقتصاده، يدرك بجلاء وعمق صعوبات الاندماج التي واجهها المغتربون العائدون إلى سوريَّة، هذا الإدراك المشوب بشيءٍ من القلق، إذ أَنَّ الكثيرَين منهم اكتسبوا جنسيَّتهم البرازيليَّة وهم يستحقُّون المساعدة والاهتمام من حكومتنا، ما دامو مواطنينا خارج أرض الوطن.
السيدة شبّوع ،
نتيجة عوامل عديدة ناجمة عن الوضع الاقتصادي، اضطُّرَ الكثيرون من المواطنين البرازيليّين إلى البحث عن أوضاع معيشيَّة أَفضل خارج البلاد، ولذلك تواجه البرازيل اليوم ضرورة اعتماد سياسة العودة واندماج المغتربين البرازيليّين العائدين إلى الوطن الأول من جديد. فهنا تبرز قيمة وأَهميَّة نشاط الرابطة الممثَّلة بحضرتك، ونحن على يقين ثابت بأَنَّ هذا النشاط كان وسيكون قدوة وأَحسن مثال لمن كُلِّفوا بمثل هذا النشاط في البرازيل. إنَّ الحدب المتواصل ونكران الذات والحرارة الإنسانيَّة وبذل الحبّ للآخرين هي أَكثر ضرورة لبناء مجتمع قادر على دمج العائدين.
تقديراً لنشاطك وأنت على رأس هذه الرابطة وتقديراً لسجاياك الشخصيَّة رأت الحكومة البرازيليَّة أن تكرِّمكِ بمنحكِ وسام ـ ريو برانكو ـ من رتبة فارس!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق