مجلة السنونو (
العدد السابع ) -
تأملات
|
|||
شاعرية
النور
|
|||
شاعرية النور
"2/2"
"أستشرف عالماً ينتصر فيه العلم على الجهل، والنور على الظلمات"
حسـن
الحسن
ترجمة زياد
خاشوق
النـور
الداخـلي
نور النور، نور جوهري وروحي، يجمع الناس على اعتبار النور الداخلي نقيضاً للظلمات
الحقيقية لدى الإنسان، أي الجهل. ومن هنا أتت عبارة المسيح : أنا نور العالم.
منذ القدم، يُشبَّه النور الداخلي بحرب داخلية.
بالنسبة للمتصوفة: " الحرب المقدسة هي الحرب التي يخوضها المرء في ذاته. إنها
مجابهة بين الظلمات والنور في داخله. وتبلغ تمامها لدى الانتقال من الجهل إلى
المعرفة. ومن هنا أتى معنى تعبير القديس بولس : أسلحة النور.
النور الداخلي بأشكاله المختلفة يمكن أن ينبع من الروح، من الحب، من القلب، من
الوجه والهيئة، من النظر...
الروح
"الروح، المتميزة عن الجسد الذي تسكن فيه فتحييه، تمثل الجزء الخالد من الإنسان
وهي التي تمسك بالحقيقة والتي يمكنها تلقي وحي الآلهة. تحت تأثير الرغبة والحب (Eros)
يمكنها أن تضطرم سعياً وراء الجمال وتبدأ ذلك الصعود الروحي الذي يقودها إلى تأمل (Epoptéia)
ملكوت المعرفة الأبدية."
فكرة رحلة الروح السماوية يشار إليها على شكل شمس شاردة. ومن حيث أن النفس مادة
نورانية، يجمع الناس على تمثيلها على شكل شعلة ملتهبة أو طير.
تطور المفهوم الصوفي للروح في التراث المسيحي. والمستوى الوحي الذي يبلغه المتصوفون
لا يتعلق بأي شكل من الأشكال بعلم النفس، فإن أرواحهم تستنير من منبع النور الأصلي.
"يميز التراث السكولاستي وبالأخص الفكر التومائي، ثلاثة مستويات في النفس
البشرية: النفس الإنباتية التي تسيطر على الوظائف الأولية من غذاء وتكاثر وحركة
وضجيج؛ النفس الحسية التي تتحكم بأعضاء الحواس؛ والنفس العاقلة التي ترتبط بها
العمليات العليا للمعرفة (Intellectus)
والرغبة
(Appetitus)".
الحب
في أساطير نشأة الكون الأورفية، يشكّل الليل والفراغ منشأ الكون. يلد الليل بيضة
يخرج منها الحب بينما تتشكل الأرض والسماء من نصفي القشرة المكسورة.
ألق الشمس وسطوعها، تيقظ الشهوة، سر الغابات، نور يلمع في الظلمات، ميزة القلب،
موجود في كلّ مكان، دائم الشباب، أبدي التشوّق، فطري كما الابتسامة، أساسي
كالنَّفَس.
في اللغات السامية، كاللغة العربية، تكتب كلمة حب بحرفين. يرمز هذا إلى التضاد
والصراع والانعكاس والتكامل والخصب. من هذين الحرفين تنشأ الخليقة: النور والظلمات،
السماء والأرض، آدم وحواء أي باختصار: وحدة الأضداد.
في اللغات اللاتينية، كالفرنسية مثلاً، الحب كلمة من خمسة أحرف: مُوحِّد، جبار،
سامٍ، خالد، خصب، مقدس، جميل كالرقم خمسة. يمثّل الحواس الخمس وأطراف الإنسان
الخمسة ومستويات الوعي الخمسة وثنايا القلب الخمسة.
أما بالنسبة للشعراء، فليس ثمة إمكانية للتنفس والرؤية واللقاء والتحرك والتفكير
والعيش لولاه.
لا يُوَجَّه بل يتوجَّه من تلقاء ذاته، لا يخضع لأمر من أحد بل يأمر ذاته بذاته، لا
يُشرى بل يهب ذاته لنا كما الهواء والضياء.
وصف بعض الشعراء روح الرمز، الحب "هو افتتان البسمة وعمق المحيطات وقلق الإسار
وهفهفات الريح،
جنون الشعراء وحكمة الإله وضحكات الصيف ونور الكواكب."
القلب
يشكِّل القلب، وهو العضو المركزي في الإنسان وفي الشخصية، مركز الذكاء والحدس
والمشاعر والنور والوحي والعاطفة.
" إن القلب هو من يولّد كل معرفة" . "تحريك الذراعين ومسير الساقين
وحركات أقسام الجسم كافة: كل شيء ينصاع لأوامر القلب". هذان الشاهدان من مصر
الفرعونية نجد صداهما لدى باسكال. أولم يقل هذا الفيلسوف إن الأفكار العظيمة تأتي
من القلب؟
يشغل القلب مكانة كبيرة في ديانات التوحيد الثلاث فهو رمز الإنسان الداخلي والحياة
الروحية والنور الأبدي.
في العهد القديم، القلب مرتبط بالفكر أكثر من ارتباطه بالروح, وهكذا فالقلب يفكِّر
ويضع المشروعات ويؤكد على مسؤولياته. ومن هنا تأتي عبارة "انتزاع قلب فلان"
أي إفقاده السيطرة على ذاته.
في الإسلام، يشبّه القلب بالروح الإلهية المنفوخة في آدم. وعند المتصوفين في
الإسلام، القلب هو النور الأبدي والمعرفة السامية الموحاة في جوهر الكائنات
المخلوقة كي يتمكن الله من تأمّل الإنسان بهذه الوسيلة.
وإذا حرم القلب من النور فإنه يتأوه ويضطرب. وكتب بعض الشعراء المعاصرين كآرام :
"كنت أسعى لكوني شعاع نور
لأنير القلوب المظلمة."
الوجه/الهيئة
هيئة الرجل تعني وجهه الذي ترتسم عليه أفكاره ومشاعره. فإذا ما توجه نحو النور
يمكنه أن يشع ضياءً. بالنسبة للصوفيين : الهيئة هي رمز الكيان الإلهي بالذات أو
لكائن إنساني وبها يظهران.
إذن ليس الوجه مُلكاً لذاته بل للآخر ولله. إنه الكلام الصامت.
"يقول الرمزيون : " كي نفهم وجهاً ما، يلزمنا شيء من البطء، من الصبر والاحترام
مع الحب." إنه رمز لما هو إلهي في الإنسان، أكان ذلك إلهياً مطموساً أم بادياً،
ضائعاً أم مستعاداً.
الوجه، كرمز للغموض، يشبَّه بباب لعالم الخفاء ضاع مفتاحه. كتب أوليفييه كليمان
قائلاً : "تبدّى الله في وجه يتضاعف نوره من جيل إلى جيل يتجلى على شكل وجوه
متواضعة."
يرمز الوجه أيضاً إلى انتقال الكائن الحي من عالم الظلمات إلى النور. إنه البديل عن
الشخص بأكمله.
النظرة
في الرمزية، تقترن العين دائماً بالنور وبالقدرات الروحية والفكرية على الإدراك.
ويقول الرمزيون : "علينا أن نلاحظ بالترتيب: العين البدنية في وظيفتها لإدراك
النور، والعين الجبهية وهي عين سيفا الثالثة، وأخيراً عين القلب وجميعها تتلقى
النور الروحي."
حسب الأدب المقدس في الهند، الإله الهندي سيفا أو الشكل الأسمى للواقع، له ثلاث
أعين. العين الثالثة، وتبقى مغلقة في العادة، من شأ،ها إعطاء رؤية داخلية، ولكنها
تخرب أي شيء خارجي تنفتح عليه. إنها عضو النور الداخلي وبالتالي تجسيد لعين القلب.
هذه العين الثالثة، أي عين سيفا الجبهية، تتماثل مع النار. نظرتها تحول إلى رماد،
أي أنها تعبّر عن حاضر دون أبعاد، عن التزامن، وتخرب الظواهر.
في التقاليد المصرية القديمة كلها "تبدو العين وكأنها ذات طبيعة شمسية ونارية،
نبعاً للضياء والمعرفة والخصب." وهذا المفهوم انتقل إلى الآداب الكلاسيكية كافة
من يونانية إلى لاتينية وعربية واستمر فيها.
بالنسبة للشعراء الصوفيين، الاستنارة الروحية والنور الداخلي لا تُدرك بادئ ذي بدء
إلاّ من خلال النظرة الحقيقية، المتناهية في الوضوح، النظرة الداخلية. ونجد مفهوماً
مماثلاً للنظرة-النور عند أحد الشعراء المعاصرين: "عيناك السوداوان تضيئان
لياليّ، تزوران غفوتي، وعندما تبتسمين، يغدو كل شيء نوراً."
الإنسان يتواصل ويعبّر وينقل ويسجّل أفكاره وعواطفه بالنظرة أكثر من أي عضو آخر من
أعضاء الجسد. وعندما تلتقي نظرتان أو تتلاقيان بعد غياب، تتحادثان أو حتى إنهما
تتلذذان فتعبّ إحداهما الأخرى:
"أمام عينيك الزرقاوين، يضيع النظر مبتعداً في اللانهاية كما في مرج أثيري تضحك
أمواجه في وجه السماء." وكذلك "نظرتك الغسقية تعكس حنين وحكمة وضياء الشرق في آن
معاً وآلام وآمال الإنسانية كلها."
وفي الختام، لا بد من أن نقول إن النور، بالنسبة للشعرية المعاصرة، هو مستقبل
الإنسان. وهذا الأخير سيجد نوره في داخله بعد أن يكون قد انتصر على عدوه بالذات :
الجهل.
|
|||
LA POÉTIQUE DE LA LUMIÈRE
"2/2"
« J'entrevois
un monde où la science triompherait
sur l’ignorance et la lumière sur les ténèbres. »
Hassan El Hassan (dit
Aram)
Lumière intérieure
Lumière des
lumières, lumière essentielle et spirituelle, la lumière
intérieure est universellement perçue comme antonyme des réelles ténèbres de l'homme : l'ignorance. D'où la parole du Christ, « Je suis la lumière du monde.»
Depuis
l'Antiquité, la lumière intérieure est comparée à une guerre intérieure. Pour
les mystiques, « la guerre sainte est la lutte que l’homme livre en lui-même.
Elle est l'affrontement des ténèbres et de la lumière en lui. Elle s'accomplit
dans le passage de l'ignorance à la connaissance. D'où le sens d'armes de
lumière, selon l'expression de saint Paul.»
Sous ses
diverses formes, la lumière intérieure peut émaner de l'âme,
de l'amour, du coeur, de la face ou du visage, du regard....
Âme
« Distincte
du corps qu'elle anime, l'âme représente la partie immortelle de l'homme,
détentrice de la Vérité et que les dieux peuvent inspirer.
Sous
l'aiguillon du désir et de l'amour (Eros), elle peut s'enflammer pour le Beau et
commencer cette ascension spirituelle qui l'emmènera jusqu'à la contemplation
(Epopteia) du royaume éternel de la connaissance. »
Le thème du
voyage céleste de l'âme est indiqué sous la forme d'un
soleil errant. En tant que substance lumineuse, l'âme est communément représentée sous la forme d'une flamme ou d'un oiseau.
Le sens
mystique de l'âme s'est développé dans la tradition chrétienne. Le niveau
spirituel atteint par les mystiques ne relève en aucune manière de la
psychologie, leurs âmes sont animées par la lumière originelle.
« La
tradition scolastique, et notamment la pensée thomiste, distinguera comme trois
nouveaux dans l'âme humaine : l'âme végétative qui gouverne les fonctions
élémentaires de nutrition et de reproduction, de mouvement et de bruit; l'âme
sensitive qui régit les organes des sens ; l’âme raisonnable, dont dépendent
les opérations supérieures de connaissance (intellectus) et de désir (appetitus
).»
Amour
Dans la
cosmogonie orphique, la Nuit et le Vide sont à l'origine du
monde. La nuit enfante un œuf, d'où sort l'Amour, tandis que la Terre et le Ciel se forment des moitiés de la coquille brisée.
Éclats du
soleil, éveils du désir, secrets des forêts, lumière, brillant dans
les ténèbres, propriété du coeur, partout omniprésent, perpétuellement jeune, éternellement insatisfait, inné comme le sourire, primordial comme le souffle.
Dans les
langues sémitiques, tel que l'arabe, le mot Amour (Hob)
s'écrit en deux lettres. Symbole d'opposition, de conflit, de réflexion, de complémentarité et de fécondité, les deux lettres sont à l'origine de la création : la lumière et les ténèbres, le ciel et la terre, Adam et Ève, bref l'union des opposés.
Dans les
langues latines, tel que le français, l'amour est un mot de cinq
lettres. Unitif, puissant, sublime, immortel, fécond, sacré, beau comme le chiffre cinq. Il représente les cinq sens, les cinq extrémités de l'homme, les cinq degrés de la conscience, les cinq plis du coeur.
Pour les
poètes, il n'y a pas de possibilité de respirer, de voir, de se
voir, de se mouvoir, de penser, de vivre sans lui.
Il ne se dirige
pas, il se dirige tout seul, il ne se commande pas, il se
commande tout seul, il ne s'achète pas, il s'offre à nous comme l'air et la lumière.
Certains poètes
ont décrit l'âme du symbole, l'amour : « II est la fascination du sourire,
les profondeurs des océans, les inquiétudes des conquêtes, la légèreté des
vents, la folie des poètes, la sagesse de Dieu,
les rires de l'été, les lumières des étoiles. »
Coeur
Organe central
de l'individu et de la personnalité, le coeur est le siège de l'intelligence, de
l'intuition, des sentiments, de la lumière, de la révélation, de l’affectivité.
« C'est le
coeur qui donne naissance à toute connaissance » ; « Le geste des bras,
la marche des jambes, les mouvements de toutes les parties du corps, tout obéit
aux ordres donnés par le coeur. » Ces deux citations de l'Égypte pharaonique
ont été reprises par Pascal. Celui-ci ne dit-il pas que les grandes pensées
viennent du cœur ?
Le coeur tient
une très grande place dans les trois religions
monothéistes : symbole de l'homme intérieur, de la vie spirituelle, de la lumière éternelle.
Dans la Bible,
le coeur est toujours plus lié à l'esprit qu'à l'âme. Aussi,
le coeur pense, ébauche des projets, il affirme ses responsabilités. D'où l'expression « prendre le coeur de quelqu'un » c'est lui faire perdre le contrôle de soi.
En Islam, le
coeur est comparé à l'esprit divin insufflé en Adam. Pour les mystiques
musulmans, le coeur est la lumière éternelle et la connaissance sublime
révélées dans la quintessence des êtres créés, afin que Dieu puisse contempler
l'homme par ce moyen. Privé de lumière, le coeur soupire, s'agite. Certains
poètes modernes, tel qu'Aram ont écrit:
"Je voulais être un rayon de lumière
Pour éclairer
les coeurs ténébreux."
Face/Visage
La face de
l'homme désigne son visage, sur lequel s'inscrivent ses
pensées et ses sentiments. Est-il orienté vers la lumière ? Il peut resplendir de clarté. Pour les mystiques « la face est le symbole de l'être même de Dieu ou d'une personne humaine, dont elle est la manifestation.»
Le visage n'est
donc pas pour soi, il est pour l'autre, il est pour Dieu ; il est le silencieux
langage, « Pour comprendre un visage, notent les symbolistes, il faut
de la lenteur, de la patience, du respect, avec de l'amour. » Il est symbole
de ce qu'il y a de divin en l'homme, un divin effacé ou manifesté, perdu ou
retrouvé.
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق