الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - بهلوانيات - التانغو الأزلي ( رغيد النحاس )

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - بهلوانيات
التانغو الأزلي ( رغيد النحاس )
 
قالت زوجتي إنها متعبة تلك الليلة، ولذلك لن ترافقني مباشرة إلى مقهى الفندق حيث كنا هذا العام في رحلة استجمام على شاطىء البحر المتوسط في جنوب الأندلس.
          خلال الأيام التي قضيناها هناك، كنّا كلّ ليلة نمضي بقية السهرة في مقهى الفندق الذي يقدم برنامجاً موسيقياً راقصاً متنوعاً، يختلف موضوعه بين يوم وآخر، لكن المواضيع كلّها تحتفي بالغناء والرقص والموسيقا والمسرح، ثم تُترك الساحة للنزلاء ليمارسوا الرقص على مزاجهم على أنغام الفرقة الموسيقية الحيّة التي تبقى إلى ما بعد منتصف الليل.
          تركتها على أمل أن تتبعني متى أخذت قسطها من الراحة بعد العشاء، وتوجهت متتبعاً أثار الموسيقا التي تنامت نغماتها الراقصة في جسدي مع اقترابي من حديقة المقهى حيث بدأت الطاولات باستقبال الساهرين، لكن الوقت كان لازال مبكراً، ولن تمتلىء الأماكن إلاّ بعد أكثر من نصف ساعة.
          الطاولات اصطفت في جهات ثلاث تشكل أضلاع مستطيل حول باحة بمثابة مسرح في الهواء الطلق. ويمكن تصور أن الضلع الرابع الذي يُكمل هذا المستطيل هو خطٌ وهمي يصل بين بعض الشجيرات، ومدخل للراقصين، وبداية بار كبير إلى يمين المدخل.
          ومع أنني لمحت بعض رفاق الرحلة من العائلات مجتمعاً حول طاولة واحدة، أثرت أن أختار مكاناً آخر لأن زوجتي لم تكن معي بعد، ولأنني بطبيعتي أحب أن أحتفظ لنفسي بخلوة تأملية خاصة بادىء الأمر.
          وجدت طاولة خالية في الصف الأمامي للجانب المواجه مباشرة لفسحة الرقص، وهو صف يتكون من طاولات أعدت الواحدة منها لشخصين. ولحسن الحظ أنها كانت مجاورة مباشرة لطاولة في وسط الصف تماماً يرتادها يومياً رجل في السبعينيات من عمره، وربما يقترب من الثمانين، كنت أرقبه في الأيام الماضية وأردت أن أعرفه أكثر، سواء بالتحدث إليه أو على الأقل التعايش مع تصرفاته عن كثب.
          كعادته كل ليلة، جلس وعلى طاولته زجاجة شراب وكأسان. يشرب من كأس، والكأس الآخر مملوء لكن الكرسي الآخر خال، يلاصق الكرسي الخالي الذي أمام طاولتي، والذي أعلم أن شريكتي ستملأه في أية لحظة.
          يمر أمامي أميركي وزوجته، تعرفنا إليهما أثناء الرحلة، فأطمئنهما أنني سأنضم إلى المجموعة حالما حضرت زوجتي. وحين يتجه مع زوجته إلى حيث يجلس رفاق الرحلة، يكتشف أنه بحاجة إلى المزيد من الكراسي فيأتي باتجاهي، لكن معرفته بإمكانية حضور زوجتي لتشاركني الجلسة جعلته يطلب من "جاري" السماح له بأخذ الكرسي إن لم يكن بحاجة إليه. وبصورة عفوية، وكما يحدث في مثل هذه الحالات، سبق للأميركي إن وضع يده على الكرسي وهم بحمله في اللحظة نفسها التي كان يستأذن فيها، فما كان من العجوز إلاّ أن أنتفض بعصبية وانحنى نحو الطاولة في حركة تنم عن محاولته مسك الكرسي، وقسمات وجهه تدل بوضوح أنه لا يسمح للكرسي بمغادرة المكان. قلت للأميركي أن يأخذ الكرسي الذي أمامي، ففعل.
          عاد الهدوء إلى وجه العجوز وأعتدل في جلسته معتمداً بمرفق ذراعه اليمنى على الطاولة، وطارحاً ذراعه اليسرى على كتف الكرسي، وبدأ يجول ببصره حول المكان استمتاعاً وتأملاً كما أوحت لي عيناه الثاقبتان كعيني صقر. لكن في حركاته وقار يدل على أنه بقايا مجد قديم، كما أن في هندامه ومظهره ما يعزز ذلك. شعر رأسه لا زال كثيفاً على الرغم من مرور السنين، لكن لونه الرمادي الأبيض الآن دليل قاطع على مرورها، الذي ترك آثاره أيضاً على قسمات وجهه وإن لا زالت تحتفظ بأناقة "الجنتلمان". هندامه أنيق ينم عن ذوق رفيع على الرغم من كونه مجرد "بلوزة" صيفية نصف كم، بألوان برتقالية وكحلية أنيقة، وبلطال وحذاء جلدي مناسبين. الثياب ليست جديدة، ولكنها بحالة جيدة، ومن المحتمل أن قياسها الذي يبدو أنه يزيد قليلاً عن قياسات العجوز الحقيقية، إنما هو نتيجة خسارة العجوز بعض الوزن. لكن صحة العجوز بخير.
          تتوقف الموسيقا لحظات... ثم تدوي إيذاناً ببدء استعراض الليلة معوّلة على لحن "غرانادا" الشهير حين تدخل إلى الحلبة ثلاث راقصات فلامينغو بفساتين خمرية اللون، وبعد فترة من الغنج والدلال يدخل بقوة نجم الليلة الراقص: رجل وسيم ممشوق القامة أسمر البشرة أسود الثياب، تشع أسبانيا كلّها من قسماته العنيدة وتعابيره الفتّاكة، فهل هو المصارع أم الثور أم الفرس؟ يصعب تمييز ما كنت أرى وقد فعلت الموسيقا في النفس فعل الخمرة، وكان تناسق الرقص مع الطرب والحركات والقسمات ينقل إلى الفؤاد مشاهد متتابعة تزيد من الأشواق وتلهب الذكريات.
          جاري العجوز يتأمل. أصابعه تنقر على الطاولة. قدماه ترقصان دون أن تغادرا مكانهما. في وجهه تحفز وقلق وثمة سنون من اللوحات المتلاحقة. ينظر بين الحين والآخر إلى الكرسي الخالي أمامه. يرفع نظره فتقع عيناه على عيني، ثم يشيح ببصره نحو الراقصين ثانية.
          تأتي زوجتي، على وجهها ابتسامة أرتباك، وهي تشق طريقها بين الطاولات لتصل إلي. أتذكر أنه لا يوجد على طاولتي كرسي لها، أهبّ كالمجنون وهي تحاول البدء باستئذان جاري لأخذ كرسيه الخالي فأقول لها بالعربية بنبرة سريعة: " دعيه... دعيه... هاك... هاك..." وأكون قد التقطت بسرعة البرق كرسياً من طاولة ورائي، بعد استئذان أسرع. أحسست أن جاري أرتاح لتداركي الأمر، ورأيت أن أساريره انفرجت بشكل ملحوظ.
          جلستْ قبالتي، فصارت بيني وبين جاري، ما فسح لي المجال أن أراقبه أكثر بحجة أنني أنظر إليها بشكل طبيعي. خبّرتها عما حدث حين حاول الأميركي أحذ الكرسي الذي وراءها، فأجابتني دون اكتراث أن جارنا العجوز رجل غريب الأطوار، وذكرتني بتصرفاته اليومية، ثم قالت متهكمة: "يبدو أن الليلة حافلة، لنر ما سيقوم به، خصوصاً أنه لا زال شغلك الشاغل منذ وطئنا هذا المقهى."
          أنهى نجم الليلة الشاب استعراضه، ليبدأ الحفل بالهبوط من الأوج الذي عرج إليه المشاهدون انجذاباً فامتلأت شحناتهم حدّ الحاجة إلى التفجير، وصاروا على استعداد لبلوغ ذروتهم الخاصة بعد أن بلغها راقص الفلامينغو نيابة عنهم. لكن قلّة منهم ستجرؤ على الدخول إلى المسرح مباشرة، عدا العجوز الذي ما كان لينتظر انتهاء الحفل وخروج الراقصات، بل أندفع كعادته كلّ ليلة إلى شغل زاوية يرقص فيها بمهارة وثبات يدعوان للإعجاب، وكأنه في منافسة مع المحترفين والمحترفات من الراقصين والراقصات الذين لم يمانعوا بوجوده على الحلبة قبل مغادرتهم.
          كان رقصه يتركز على "المراقصة"، فحركات جسمه ويديه توحي أنه يراقص سيدة بين يديه. المشهد الذي يوحيه أصيل لدرجة أنه يمكن تصوره وكأنه لقطة سينمائية أصلها رجل وامرأة يرقصان، لكن عامل المونتاج قام بإخفاء الراقصة وترك الراقص.
          كان يستمر في رقصه كذلك حتى تغادر الفرقة المسرح تماماً، وهذا أمر قد يستمر أكثر من نصف الساعة، دون أن يتقدم  أي من الساهرين إلى الحلبة للرقص. لكن في تلك الليلة، قررت السيدة الأميركية (رفيقتنا في الرحلة)، وهي سيدة في الستينات من عمرها، من أصول جنوب أميركية، وبارعة في رقص التانغو ومشتقاته، أن لا تنتظر مغادرة الراقصين، أو أن تعتمد على زوجها الذي لا يحب الرقص، بل أن تُجامل هذا العجوز البارع الذي ربما كان متعطشاً لرفيقة له في الرقص. اتجهتْ إلى الحلبة وبدأت الرقص متدرجة نحو صاحبنا العجوز البارع الذي لا شك فوجىء بهذه المبادرة لكنه تماسك مواصلاً رقصه، وجاملها قليلاً بالمكوث إلى جانبها، دون أن يتخلى عن رفيقته الوهمية، وسرعان ما تدرّج بعيداً كأنه يقول دعوني وشأني.  
          شعرتُ بارتياح كبير لكياسة وذوق السيدة الأميركية، في محاولتها مشاركة هذا الرجل بعض هوايته، ولم أستطع الشعور بالنقمة عليه لأنه لم يستجب لتلك الكياسة. شيء ما في تصرفاته كان يبرر له ما يفعله. أو هكذا أقنعنا أنفسنا. بل أن براعته المتناهية، وعدم محاولته التدخل في شؤون الآخرين أو استغلالهم، تُضاف إلى مبررات الشفاعة له.
          اندفعتُ نحو السيدة الأميركية وراقصتها وشكرتها على كياستها وحكمتها، فواصلت ابتسامة ما غادرت شفتيها منذ ابتداء المساء. لم نكن بحاجة لمناقشة أمر الرجل والتساؤل عن مسببات تصرفاته. هل كان في يوم من الأيام راقصاً شهيراً؟ هل كانت له رفيقة عزيزة فقدها، ولا زال يعاني من هذا الفراق، أم أنه يحتفي كل يوم بحبها على رغم غيابها الجسدي؟ هل يحتفي بوجوده؟ بمشاعره؟ مهما كان الجواب، لا أعتقد أن أحداً يشك في مصداقية هذا الرجل. حركاته لا تزييف فيها. أوهام؟ وما يهم إن كان الوهم حقيقته الكاملة؟
          عاد الرجل إلى طاولته بعد ليلة حافلة، كان فيها نجماً لا يقل أهمية عن النجم الذي أتوا به ليحيي الحفلة.
          بعد أن بدأت الليلة تقترب من الانتهاء كما توحي به مغادرة بعض الساهرين المكان، وتوقف الفرقة الموسيقية واستبدالها بموسيقا مسجّلة، دخل المكان راقص الفلامينغو وعبر الحلبة التي خلت سوى من أزواج قليلة من الراقصين والراقصات، متجهاً نحو العجوز، ولما صار قرب الطاولة أنحنى له محيياً فتبادلا بعض الكلمات بالأسبانية. حين مدّ الراقص يده ليصافح العجوز مودّعاً، وقف العجوز وربت على كتف الراقص الذي أنحنى ثانية وغادر.
          جلس العجوز على طاولته يشرب من كأسه وأمامه كأس آخر ما مسته شفه ملتهبة، وكرسي ما أحتضن جسد امرأة دافىء. لكنه كان يواصل الرقص في كل نبضة من نبضاته.
*  *  *   *
عن كلمات عدد 20/ كانون الأول 2004
 
 
 
ثمّة طرقاتٌ شاسعةٌ … وأماكنُ غاليةٌ… وعلاماتٌ فارقةٌ تلامسُ القلبَ، وتعملُ فيه حزاً ونبضاً لا يتركان أحدَنا فــي سكــون…!!
نهاد شبوع
 
Tango para siempre
 
Raghid Nahhas
 
Returning from our dinner on the Spanish Riviera, my wife decided to have a rest before she joined me at our hotel's open-air nightclub where we would spend the rest of every evening of our stay there in August 2004.
            Every night they would have a new show of music and dance, after which the stage is left to the audience to dance to the tunes of the live band playing until midnight.
I left her and followed the sound of music with its dancing tunes rising in my flesh as I approached the garden café where the night's patrons started filling the tables. It would be another half hour before the place was full.
The tables formed three sides of a rectangle around a yard that was used as an open-air stage. The fourth side comprised some trees, "stage entrance" and the side of a bar.
I had noticed some of our trip company gathered around one table, but I decided to sit alone, partly because my wife was not yet with me and partly because I cherish some aloneness to allow me some private contemplation to start with.
The front row of the side facing the stage directly was the best for seats. Most of the tables there were empty, because each of the tables in this row had two chairs only, and most patrons came in, or formed large groups to party. I was lucky the table was next to a table in the middle of the row where a man of about eighty sat every night. I had watched him during the previous few nights and I wanted to know him better by being closer to him, or even starting a conversation if the opportunity allowed.
As usual, the man sat with a large bottle of some cocktail drink, probably prepared for him at the local bar, on the table. There were two glasses, one full and one from which he was sipping his drink. The other chair on his table was empty, with its back against the back of the empty chair on the side of my table. The latter, I knew for sure, would soon be occupied by my wife.
An American and his wife, whom we had met during the trip, passed by. I indicated to them that I would join the group as soon as my wife arrived. When they were near the table where most of the rest of our group gathered, the American realized that he needed more chairs. He returned towards me, but knowing that my wife was going to join me made him ask my "neighbour's" permission to take the empty chair. As usual in these cases, the American spontaneously asked his question at the same time he grabbed the chair wanting to remove it. The old man leapt nervously and bent over the table in an attempt to instantaneously hold on to the chair. The features on his face were a clear indication that he would never allow the chair to leave his table. I offered my other chair to the American.
The old man regained his composure and relaxed back on his chair with his right arm resting on the table, and his left almost shouldering the back of the chair. He started eying the place in all directions with piercing looks as if coming from the eyes of an eagle. He had a "gentleman's" elegance in his moves-what looked like the remains of old glory! His appearance confirmed this. He still  had thick hair; only its grayish colour and silken texture confirming the passage of years. His attire was casual, but clearly the result of an exquisite taste: a summer shirt with orange and navy blue stripes, brown trousers and leather belt and shoes. The clothes were not new, but in excellent condition. It was possible that the sizes of the shirt and trousers, that looked slightly larger than the man's real sizes, were the result of weight loss. But the man looked in excellent health.
The music halted for a few moments then it suddenly rebounded with the tune of "Granada" signaling the start of the show by the entrance of three young female flamenco dancers wearing dark burgundy dresses. After a bit of flirtation and warming up, the star of the show entered the stage with vigor. He was a handsome tall man dressed in black. All of Spain seemed to shine through his strong features and fateful expressions. Was he the bull-fighter or the bull? Or was he a stallion? It was difficult to say, as the music and the movements seemed to be one, yet transferring consequent scenes touching the hearts, augmenting the passion and firing the memories.
My old neighbour watched, his fingers tapping the surface of the table, in concert with the music. His feet were dancing without leaving their place. His face was full of concern and anxiety, and every now and then he would fix his eyes on the empty chair facing him. He would lift his eyes, and they would catch mine, then he would direct his sight to the dancers once again.
My wife arrived with a perplexed smile as she tried to find her way amongst the crowded tables to reach me. I remembered that there was no chair for her at my table. I rose like a madman as she started asking the permission of my neighbour to take the chair. I spoke to her in Arabic asking her to leave the empty chair and to take one I had in a flash grabbed from a table behind me after a quicker asking of permission. I felt my neighbour relaxed and noticeably happy at my tactfulness.
My wife sat facing me. Her position between me and the old man meant that it was easier for me now to observe him without embarrassment, under the pretext that I was looking at her naturally. I told her what had happened when the American attempted to take a chair. She responded indifferently by reminding me how strange this man had been, then added sarcastically; "It seems it is going to be a busy night. Let us see what your man is up to, particularly that he has been your preoccupation since we started frequenting this place".
The star of the night finished his show, leaving the dancers and the party to start descending from the climax he reached on our behalf, but the spectators were energized enough with an urgent need to reach their own climax and burst. However, only a few would dare come out on the stage immediately, except for the old man who would not wait for the dancers to leave, but share the stage with them, occupying his own corner, exhibiting a level of professionalism in direct challenge to theirs. No one objected to him.
He danced as if he was with a partner-a lady in his arms. He was so genuine, as if what we were looking at was a movie scene of a man and a woman dancing, but the woman was edited out afterwards.
He would continue dancing even though the dancers would stay for another half hour, and no other spectator would join the stage. The night, however, the wife of our American acquaintance, an American of Latin origins herself and the best dancer in our group, decided not to wait for the dancers to leave or depend on her husband who did not like to dance, and went straight to the stage dancing and advancing gradually in the direction of the old man who was startled at this initiative, but kept his composure, and even showed some courtesy by keeping close to her for a little while, without abandoning his imaginary partner. It did not take him long to dance away from the American lady.
I felt gratified by the actions of the American lady in her attempt to share the old man's passion, and I could not blame him for not responding appropriately. Something in him justified his behaviour, or this is what we convinced ourselves with, particularly that he was very skillful and did not exploit or interfere with anyone else.
I went to the lady and danced with her. I thanked her for her courtesy  and wisdom. She continued a smile that never abandoned her face that evening. We did not need to discuss the old man or explain his behaviour. Was he once a famous dancer? Had he had a dear friend he lost and still suffered from this loss, or was he celebrating her love every day, despite her absence? Was he celebrating his own existence? Feelings? Whatever the answer, no one doubted that he was genuine. There was no fakery in what he was doing. Delusions? What did it matter if his delusions were his perfect truth?
The old man returned to his table after an eventful night in which his star shone with a brilliance not less than that of the flamenco dancer's.
The night was approaching its conclusion. The live band was replaced by recorded music, and some patrons started leaving. A few couples were left on the stage. Suddenly the flamenco dancer entered the stage heading straight towards the old man. When he was a metre away from the table he bowed and greeted the old man. They exchanged a few words in Spanish. When the dancer extended his hand to shake the old man's, the old man stood and patted the dancer's shoulder. The dancer bowed again and left.
The old man sat at his table sipping from his glass. In front of him, there was another glass not touched by a blazing lip, and a chair not warmed by the body of a woman, but the old man continued his dancing to the tune of every pulse in his spirit.
*          *          *
Kalimat 22 / September 2005

The above story was first published in Arabic in Kalimat 20 as part of a new series. The title (in Spanish) translates "Tango for Always".
       
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق