الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - أوراق - تكريم عبد المعين الملوحي ودراسات

مجلة السنونو ( العدد السابع ) - أوراق
تكريم عبد المعين الملوحي ودراسات ..( استعراض نضال بشارة ومقدمة: ريما فتوح )
 
تكريم عبد المعين الملوحي ودراسات..
                                                                                                                 
  استعراض نضال بشارة
                                                 ومقدمة: ريما فتــوح
التكريم؟؟!!
اهو التصفيق ورسم الابتسامة على الوجوه ليوم واحد تقرر فيه لجنة ما أن تكرم باحثاً عظيماً ؟
أم انه التفاخر بعظمة هذا المبدع... ؟ أو تقليد الأوسمة وتقديم الرموز!
أليس من الأفضل أن يكرم الكاتب الحر بأن يبقى قلمه حراً، وألا ترسم حدود لفكره ولا يعطى نقاطاً حمراء، ولا خطاً احمر.؟
ألا يشعر الكاتب والباحث انه مكرم حين يصبح كلامه لغة جديدة تخاطب أفكار الشباب، وتجدد أفكار الشيب!
أظن هذا هو التكريم الحقيقي.
 لكنه يبقى أمراً جميلاً أن يكرم الإنسان وهو حي ، والأجمل أن يكون هذا التكريم من أبناء الوطن.. ايضاً وليس من دول الغرب.
كما جرت العادات عندنا... فبعد أن يكرم الآخرون عظماءنا، نفطن عندها أنهم من بلادنا، ونحن أهلهم، فنهدي القصائد لروحهم، ونقلد الأوسمة لممثليهم، ونمدح، ونفتخر، و......
 
وفي خطوة تشبه خطوة طفل حديث المشي، وتعتبر صغيرة " بالرغم من أهميتها" بحق رجل كبير، وأستاذ عظيم، الأستاذ عبد المعين الملوحي.فقد أقامت الجمعية التاريخية ورابطة الخريجين الجامعيين الندوة الحادية عشرة من سلسلة كتب وأقلام من حمص، وكانت مع كتب الأستاذ الباحث والأديب الشاعر عبد المعين الملوحي.
"ريما فتوح" عن أسرة السنونو
 
وتحت عنوان "أديب موسوعي وباحث متعمق وصاحب كلمة حرة ورأي أصيل"  كتب الأستاذ نضال بشارة مقالة في صحيفة تشرين قال فيها:
خصصت الخصصت الجمعية التاريخية في حمص اللقاء الحادي عشر من سلسلة ندوات(كتب وأقلام من حمص) للاحتفاء بالأديب والباحث والمترجم عبد المعين الملوحي، وهي ندوة تقام بالتعاون من رابطة الخريجين الجامعيين، وتهدف الندوة إلى تعريف أبناء المدينة خصوصا والأجيال الجديدة منهم بكتابها ومفكريها وباحثيهاواعلامها، ويأتي هذا التعريف كاعتراف بفضلهم وتقدير لجهودهم في خدمة العلم والمعرفة.
 
وقد أشار الشاعر "محمود نقشو" عضو مجلس إدارة الرابطة في كلمة افتتاح الندوة إلى أهمية اختيار كتب الأديب الملوحي لتسليط الضوء عليها في هذه الندوة الاحتفائية، والذي تتميز تجربتها بالفرادة لجهة اشتغاله بإنجازات أدبية خاصة به، وباهتمامه بالتراث تحقيقاً وجمعا، وبالترجمة ايضاً. وهو نموذج للمثقف الشامل الذي قضى جلّ وقته بين الورق والكتب يرافقه القلم ولا يزال. ونضيف على كلام نقشو بان للأديب الملوحي مكانة خاصة متميزة في حقل الترجمة, فهو حسب زعمي من أوائل من كسر سطوة المركزية الأوربية على ثقافتنا فترجم من آداب اللغات الشرقية آثارا ًعدة فقدم لنا أدباً فيتنامياً، وصينياً، وباكستانياً، يستحق على جهده في هذا المجال تكريماً خاصاً.
 
 أما رئيس الجمعية التاريخية "د. عبد الرحمن البيطار" فقد سلط الضوء على أهم المحطات في سيرة المحتفى به ذاتياً وإبداعيا، فذكر أن الأديب الملوحي هو ابن الشيخ سعيد الملوحي، وكانت ولادته في حمص العام 1917، تلقى تعليمه في حمص ودمشق، ونال شهادته الجامعية في الأدب العربي من مصر، ومارس التدريس ثم التفتيش لمادة اللغة العربية،ثم اصبح مديراً للمركز الثقافي العربي في حمص، ومديراً للتراث في وزارة الثقافة ثم مديراً للمراكز الثقافية والمكتبات في سورية،  وعين مستشاراً ثقافياً في القصر الجمهوري بين عامي 1970 و1976 ودرس اللغة العربية في مدينة بكين، وهو عضو في مجمع اللغة العربية، ونال على تجربته الأدبية أوسمة عدة، وشارك في كثير من المؤتمرات العربية. وقد بلغت مؤلفاته في تحقيق التراث 15كتاباً، في التأليف 23 كتاباً، دواوين شعرية 5كتب، قصص وأدب ذاتي 5 كتب، جمع وأشراف في مواضيع مختلفة5 كتب، ترجمات 37 كتاباً، وثمة150 كتاباً تتناول فنون أدبية متنوعة تنتظر دفعها للطباعة.
وأشار الباحث د.عبد الإله نبهان في مداخلته إلى انه لن يتحدث عن كتاب واحد من الكتب التراثية التي حققها الأديب الملوحي كما درجت العادة بل عن خط العمل العلمي من جملة خطوط، ورأى أن أديبنا الملوحي ينتمي إلى من نسميهم بالموسوعيين، فهو من الشعراء شاعر لكنه شاعر فذّ، وهو من الباحثين باحث لكنه مدقق ومتعمق وهو مع الأدباء أديب لكنه رقيق وصلب صلب، ومع المترجمين مترجم ولكنه مترجم صارم، ومع المحققين محقق لكنه عنيد وطموح، وهو في الصحافة صاحب كلمة حرة ورأي أصيل، وهو في أدبه وفكره عموماً صاحب نزعة إنسانية وفكر منفتح، وصل اليهما بعد معاناة شديدة وبعد مخاضات أليمة، ولم يجد د. النبهان في التفات الملوحي إلى التراث العربي أي غرابة على الرغم من بدء عمله بالترجمة وكتابة الشعر، والسبب في رأيه إن الملوحي تربى في جو ٍ علمي في كنف والده الشيخ سعيد وكنف أخيه القاضي، ثم دراسته للأدب العربي فيما بعد قد رسخت في عقله معالم التراث العربي وأمدته في ثقافته المعاصرة برؤية تقدمية نظر من خلالها إلى التراث القديم من وجهه المضيء، فحاول إنارة البقع المظلمة وإنصاف من ظلم بالإهمال والتناسي.
ومن هتا كانت البداية بصناعة ديوان"ديك الجن" الشاعر الحمصي الذي ما كان يعرفه إلاّ القليل، وشاركه في رحلة هذا الديوان الأديب المرحوم محي الدين درويش. ثم عزز الملوحي خطه العلمي في تحقيق الكتب التراثية بعد أن أصبح مسؤولاً عن إحياء التراث بوزارة الثقافة فحقق كتباً عدة منها (اللاميتان:لامية العرب ولامية العجم) الأزهية في علم الحروف، الحماسة الشجرية (بالاشتراك مع السيدة أسماء الحمصي) ثم توقف نبهان مع كتابه (دفاعاً عن ابي العلاء المعري)وأشار إلى دوافع الملوحي بتأليف الكتاب رغبة منه في إنصاف الشاعر المعري لما لحقه من ظلم وإهمال لشعره بسبب التركيز على فكره.
 
 ورأى الدكتور "سمير مخلوف" في بدء مداخلته انه لا يمكن الفصل بين الملوحي وكتبه التي عبر فيها عن روحه وعقله ومشاعره وفكره وعبّر فيها عن تطلعاته وآماله، وصوّر فرحه وحزنه. كما صرح بان كتب الملوحي وقربه منه قد علمه كثيراً من المبادئ كحب الوطن والتفاني من أجله، والتسامح والبعد عن الضغينة، وحب الحياة والاستمتاع بها، وحب اللغة والتراث العربيين.ثم عرض كتاب دفاعاً عن اللغة العربية والتراث العربي) ورأى فيه تصويراً لبعض أفكار الملوحي وبعض مبادئه وأحلامه، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات والدراسات تصب جميعها في مصب واحد هو الإعلاء من شأن لغتنا العربية والدفاع عنها. ويتضمن الكتاب كما جاء في مقدمته موضوعات عدة منها بحث علمي عاطفي عن لغتنا العربية، لغة الجمال والكمال، من وحي أستاذي محمد البزم. دفاع عن اللغة العربية في وجه أعدائها من المستشرقين من الأجانب، وفي وجه المستغربين من أهلها العرب. ما عانته من التيسير المزعوم الذي بشر به المرتزقة وإعادة تدريس اللغة العربية تدريساً سليماً.أبحاث كثيرة منها الجدل حول التراث العربي.." ثم رأى د. معلوف أن الكتاب فيه من الأفكار الكثير والتاريخ للمعارك الأدبية و الفكرية التي خاضها الملوحي دفاعاً عن اللغة العربية والعروبة، وهي وأن أخذت مظهر المعارك الأدبية وهي في حقيقتها معارك سياسية حضارية عاشها الوطن العربي في القرن العشرين وما زالت تأخذ مظاهر مختلفة كما لا تزال ساحتها مفتوحة إلى اليوم.
 
 واهتمت مداخلة الشاعر "مظهر الحجي" بالنتاج الشعري الأدبي للمحتفى به، فتحدث أولا عن ديوانه (عبد المعين الملوحي يرثي نفسه)الذي هو ديوان في قصيدة رأى الحجي أن الملوحي عرض حياته مفتوحة بين أبيات القصيدة، ومفتاحها الشاعر "مالك بن الريب" الذي اختار الملوحي قصيدة له ليتمثل مناخاتها، والسبب في رأي الحجي أن الملوحي يتقاطع مع الشاعر مالك بقضايا كثيرة، فكلاهما شاعر وفارس، وصعلوك، فابن الريب حمل بين جبينه فارساً، شاهراً سيفه ضد المجتمع الذي خرج عنه، وكذلك الملوحي فارس حمل قلمه وفكره، وحاول تغيير المجتمع باتجاه التقدم. كما تقاطع مع ابن الريب في الشعور بالغربة، فهو قد قضى متوفياً في طريق عودته من إحدى الغزوات بعيداً عن أهله، وكان الملوحي يغامره شعور بالغربة زماناً ومكاناً، فهو بلغ الصين للعمل وعاد إلى مدينته حمص وظلّ هذا الشعور ينتابه بين أهله. ثم حاول الحجي ملامسة العالم الشعري عند الملوحي فوجد أن شعره يصب في قناتين رئيستين، ينساب في الأولى همه الخاص ممثلاً بشعره الوجداني الذاتي، ويتدفق في الثانية همه العام ممثلاً بشعره الوطني الإنساني، مع الانتباه إلى انه لا حدود فاصلة بين الخاص والعام من همومه لان نقاط التماس بل التداخل كثيرة بينهما، فالهم الوطني الإنساني حاضر في أكثر قصائده خصوصية االالم الكبير الذي يسربل حياته حاضر على امتداد المساحات الشعرية التي يشغلها، وهو في شعره الذاتي شخصية متوازنة بين الأنا والآخر، يحمل بين جنبيه نفساً كبيرة وعزيمة لا تلين، وهو عاشق للحياة مقبل عليها وكأنه يمثل نموذجاً فريداً للشباب الأزلي الدائم، فهو رغم انشغاله بالقضايا المصيرية لا يحرم نفسه اللهو واللذة لأنهما وقود الحياة. ورأى الحجي أيضا أن الملوحي نموذج للشاعر الملتزم، والمؤمن بقضايا أمته، والمؤمن بحتمية انتصارها، والمنطلق من موقف فكري واضح يدعو إلى التطور والتغير في حياة الشعوب، ثم حاول تلمس أهم الخيوط المكونة للنسيج الشعري لدى الملوحي فوجد أن أولها التراث، إذ أن حب الشاعر للوطن دفعه إلى حب تراثه والإقبال عليه بحثاً ودراسة وتنقيباً، وهذا ما حضر من آثاره الشعرية من حيث يدري ولا يدري فكراً ولغة وأسلوبا. ويشير الحجي إلى أن الملوحي ورغم دخوله بشكل متعمق الآثار الأدبية الصينية والفيتنامية لكن ذلك لم يترك أثرا كبيراً في تجربته. وختم كلامه بالإشارة إلى أن الملوحي متجدد دائماً فقد كتب القصيدة الخليلية كما كتب قصيدة التفعيلة، واستخدم أسلوب الحكاية القص وحاول البناء المسرحي في نصه (نشيد الأمة العربية) معتمداً أسلوب التلوين الموسيقي النابع من تعدد البحور الشعرية وتوزيعها توزيعاً جديداً متفقاً مع طبيعة الأدوار في نظم الشعر.
 
وكانت الكلمة الأخيرة في هذه الندوة الاحتفائية للأديب الملوحي الذي شكر الجمعية التاريخية ورابطة الخريجين والمساهمين في الندوة، ثم قال :
ليست هذه الندوة حفل تكريم فقد رفضت التكريم منذ 30 سنة،لأني اعتقد انه ليس في العالم العربي كله ما يستحق التكريم:
 
ـ ما دام الجولان يحتله اليهود
ـ ما دام الصهاينة يذبحون يومياً أهلنا في فلسطين
ـ ما دامت أمريكا ترتكب المجازر في العراق
 
لم افعل شيئاً لأستحق التكريم، ولم نفعل شيئاً غير تجبير كلمات وإطلاق شعارات.
لم نحرر وطننا، لم نوحد امتنا، ولم نقم الاشتراكية. فلماذا نكرم؟؟؟)
 
 نضال بشارة
 
هذا ما جاء في تكريم الأستاذ عبد المعين الملوحي، ولكن ليسمح لي الأستاذ الكبير والذي ينتابني الخجل الشديد إذ أقف أمامه معارضة رأيه .. يأسه لأقول له: كلماتك وكلمات أمثالك أيها الزارع حبات قمح لن تذهب سدىً وان تناثرت في الزمن ليقع بعضها على صخر.. وبعضها الآخر على أشواك تختنق فيها وتموت، فمازال هناك بقعة صغيرة في ارض طيبة تستقبل البذور الطيبة لتمرح السنابل الطيبة وترقص خلاصاً :
"وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل"
هكذا قال محمود درويش هنيئاً لك تكريمك إذن أيها الأديب الكبير و هنيئاً لنا غرسك وبذورك وطيب كلمك.... واسلم.
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق