مجلة السنونو (
العدد السابع ) -
الوطن في عيونهم
|
يا حمص
... ( ميشال مغربي )
|
يا حمصُ يا حمصُ الحبيبةُ مرحباً
بنسيمك المتعطــرِ الأذيــالِ
برياضكِ الغناء، بالأشجار، بالأ
ثمارِ، بالأزهــارِ، بالإظـلالِ
بديار أحبابي بأربـع صَبوتــي
بسرير أحلامي بجـوِّ خيـالـي
أحجاركِ السودُ الحبيبةُ فتنتـي
لا "اللوفر" لا القاعاتُ من "فرسالِ"
يا جنَّةٍ "الجنديِّ" يا فردوس "ديكِ
الجنِّ " يا نجوايَ في أغزالــي
* * *
عاصيَّ يا عاصيَّ ها أنا عائدٌ
خلِّ الأنينَ وخفَّ لاستقبالـــي
أولستَ تذكرني صبيّاً حالماً
يغشاكَ في الإصباحِ والآصـالِ
متفرداً، متشـرداً، متردداً،
للوعـرِ، للميمـاسِ للشــلاّلِ
* * *
أني أمرُّ على ربوعِ شبيبتي
ومواكبُ الذكرى تمرُّ حيالــي
مترفقَ الخطواتِ لا اطأ الثــرى
ألا وقلبي سابـــقٌ لنعالــي
ولقد اكبُّ على الحجار مقبلاً
واكحّلُ الأهدابَ بالصـلصـالِ
وأحجُّ يدفعني دمي لمنـازلِ
الآباءِ والأعمــامِ والأخـوالِ
فيمضني ألاّ أرى جدرانـَها
للقاي ترقصُ رقصةَ المختـالِ
تلك المنازلُ فارقت نزّالَهـا
وغدَت لغيرهمِ مـن النــزالِ
رحلوا لدُن دقَّت على أبوابهم
أيدي الردى بمطارقِ الآجــالِ
* * *
ولقد قصدتُ الحيَّ حيث مكانُهُم،
ومكانُهُم في الحيِّ منهم خالـي..
فمضيتُ أنتهبُ الخطى لقبورِهم
حتى وصلتُ مقطَّعَ الأوصـالِ
وتوافدت أشباحُهُـم وتخالطَـت
أصواتُهم عن يمنتي وشمالـي
كلٌّ يطيـلُ عتابَـهُ وخطابَـهُ
كلٌّ يبادرني بألــفِ سـؤالِ
فتلعثمت مني الشفـاهُ كآثـمٍ
متطلبٍ صفحاً بـلا استئهـالِ
* * *
وأخجلتاه أحبتـي لكنَّنــي
كنتُ البعيدَ ولم أكـن بالسالـي
أنا ذلك المغبونُ بائـع قلبـهِ
بعنـادهِ وجهـادِهِ المتـوالـي
أثرُ النضالِ على الجبين ترونَهُ
ما كان أضيعَ في الحياةِ نضالي
أوَ هل تُراني كنتُ يوماً نازحاً
ولقد نزحتُ وما قطعتُ حبالـي
* * *
الأمُّ تجملُ في عيونِ وليدهـا
ولَوَ أنها فـي أعتقِ الأسمـالِ...!!
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق