مجلة السنونو (
العدد الحادي عشر ) -
بين قوسين
|
|
الصحافة
الساخرة في حمص ( بقلم : فواز السبسبي
)
|
|
الصحافة الساخرة في حمص
بقلم: فواز السبسبي
لعبت الصحافة الساخرة
(الهزلية) دوراً مهماً في تناولها للأوضاع السائدة بالسخرية والنقد، والدعوة إلى
الإصلاح في الفترة التي صدرت فيها تلك الصحافة أواخر الحكم العثماني. حيث تعجّ
بالمتناقضات والأحداث المفصلية في تاريخ العرب المعاصر، وما أفرزته من اتفاقيات
ومؤامرات ونكسات، ومازلنا نعاني من ويلاتها حتى الآن وسنظل إلى أمد طويل.
وقد استطاعت تلك الصحافة
ومن خلال السخرية اللاذعة، والنقد والنكتة الخفيفة والحكاية الساخرة والدعابة.
تناول الأوضاع المتدهورة، وتصرفات الحكام، وانتشار الفساد المزري والاستبداد
والأمّية، وسوء الحالة الاقتصادية، ولما يجري من مثالب وعيوب مشينة. وقد استخدمت
العامية والرسوم الناقدة كوسيلة في مقالاتها اللاذعة. وقد عرفت حمص صحيفتان ساخرتان
هما:
|
1-
ضاعت الطاسة:
أسبوعية هزلية
انتقادية أصدرها يوسف خالد المسدي عام 1910 وقد حملت فوق عنوانها "ضاعت الطاسة"
شعار (العدل أساس الملك) وقد صدرت في أربع صفحات إلا أنها لم تستمر طويلاً في
الصدور بسبب المضايقة والتعطيل.
وقد تناولت "ضاعت الطاسة" الأوضاع
السائدة إضافة إلى النكات والحكايات الطريفة المتبادلة بين حمص وحماة والتي كانت
تثير الضحك والسخرية، والمعارضات الأدبية الطريفة. وأشهرها "المعارضات الزينية
الهلالية" تلهو بها الشفاه، ويتندر بها الناس في اجتماعاتهم وسهراتهم فتضفي على
الجلسة جواً من الدعابة والمرح.
وقد كانت تلك النكات مادة طريفة
التقطتها الصحافة الساخرة في مدينة حمص والتي اشتهر أهلها بالظرف والذكاء. ومن هذه
النكات التي يتندر بها الحماصنة ويسخرون من جارة العاصي:
" إن امرأة سقط ابنها في نهر العاصي،
فأخذت تفتش عنه من حماة إلى حمص، ولما وصلت إلى حمص قالوا أنها غلطانة، لازم تفتشي
عليه من حماة إلى أنطاكية لأن العاصي بيطلع طلوع ما بينزل بنزول. هزّت المرأة
المفجوعة رأسها وقالت: انتو ما بتعرفو ابني، ابني تنح ودايماً يعاكس.."
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق