الأحد، 10 أبريل 2016

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - بين قوسين - الصحافة الساخرة في حمص ( بقلم : فواز السبسبي )

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - بين قوسين   
الصحافة الساخرة في حمص ( بقلم : فواز السبسبي )

الصحافة الساخرة في حمص
بقلم: فواز السبسبي
 
لعبت الصحافة الساخرة (الهزلية) دوراً مهماً في تناولها للأوضاع السائدة بالسخرية والنقد، والدعوة إلى الإصلاح في الفترة التي صدرت فيها تلك الصحافة أواخر الحكم العثماني. حيث تعجّ بالمتناقضات والأحداث المفصلية في تاريخ العرب المعاصر، وما أفرزته من اتفاقيات ومؤامرات ونكسات، ومازلنا نعاني من ويلاتها حتى الآن وسنظل إلى أمد طويل.
وقد استطاعت تلك الصحافة ومن خلال السخرية اللاذعة، والنقد والنكتة الخفيفة والحكاية الساخرة والدعابة. تناول الأوضاع المتدهورة، وتصرفات الحكام، وانتشار الفساد المزري والاستبداد والأمّية، وسوء الحالة الاقتصادية، ولما يجري من مثالب وعيوب مشينة. وقد استخدمت العامية والرسوم الناقدة كوسيلة في مقالاتها اللاذعة. وقد عرفت حمص صحيفتان ساخرتان هما:


 1- ضاعت الطاسة: أسبوعية هزلية انتقادية أصدرها يوسف خالد المسدي عام 1910 وقد حملت فوق عنوانها "ضاعت الطاسة" شعار (العدل أساس الملك) وقد صدرت في أربع صفحات إلا أنها لم تستمر طويلاً في الصدور بسبب المضايقة والتعطيل.
وقد تناولت "ضاعت الطاسة" الأوضاع السائدة إضافة إلى النكات والحكايات الطريفة المتبادلة بين حمص وحماة والتي كانت تثير الضحك والسخرية، والمعارضات الأدبية الطريفة. وأشهرها "المعارضات الزينية الهلالية" تلهو بها الشفاه، ويتندر بها الناس في اجتماعاتهم وسهراتهم فتضفي على الجلسة جواً من الدعابة والمرح.
وقد كانت تلك النكات مادة طريفة التقطتها الصحافة الساخرة في مدينة حمص والتي اشتهر أهلها بالظرف والذكاء. ومن هذه النكات التي يتندر بها الحماصنة ويسخرون من جارة العاصي:
" إن امرأة سقط ابنها في نهر العاصي، فأخذت تفتش عنه من حماة إلى حمص، ولما وصلت إلى حمص قالوا أنها غلطانة، لازم تفتشي عليه من حماة إلى أنطاكية لأن العاصي بيطلع طلوع ما بينزل بنزول. هزّت المرأة المفجوعة رأسها وقالت: انتو ما بتعرفو ابني، ابني تنح ودايماً يعاكس.."



2-  جراب الكردي: أسبوعية هزلية انتقادية، صاحب الجراب توفيق جانا صدرت عام 1909 في أربع صفحات، وقد تعرضت للتعطيل وملاحقة السلطات.
وقد احتوى عنوان "جراب الكردي" أبيات شعرية ساخرة تعبّر عن رؤية الصحيفة:
 
ألا فاذكروها إنها حمارة
لها نهيق أجمل الله صوتها
يا للعجائز ما أحلى براطمها
يرى الأديب بها علماً ومعرفة

 
تساوي مئات الخيل بل هي بالألف
إذا غضبت يوماً تعنفص من خلف
فكم أماتت وأحيت فيه من كدش
ولا تراها ذوات الأعين العمش

 
 
هذه نماذج من الصحف الساخرة التي صدرت في حمص في تلك الفترة، والتي نقلت معاناة الناس وهمومهم وعبّرت عن آلامهم وأمالهم في حياة أفضل حرة وكريمة.
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق