الأحد، 10 أبريل 2016

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - شعر محلي وداع ( شعر : جوزيف حرب )

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - شعر محلي    
وداع ( شعر : جوزيف حرب )

وداع
شعر: جوزيف حرب

 
 كل ما أحمله للأرض من
ألوان هذي الروح قد قدّمْتُه للأرض.لم يبقَ
سوى الأسودْ،
فلأدخل به قبري
وأغفو.
سبعة ُ ألوان هذي الروح، قدِّمْها لهذي الأرض ِ وارحل.
وكن الأسْودَ في الموت،
فلا أعظم من أن تصبح الأسود في الموت ِ،
فهذا ليس يعني: غيرَ أن الروحَ قد أعطتْ بحبٍّ،
كل ما فيها من الألوان للأرض،
وغابت.
 
*    *     *
 
إنني أعطي لهذي الأرض ألواني لكي أختار موتي وحياتي.
إنني ميت أخيراً..!
فلأعشْ من أجل موتٍ ليس يأتي بعدَه إلا وريثٌ لسلام ِ الأرض ِ لا للحرب ِ فيها،
ولقمح ِ السهل ِ، والبيت ِ الغريق الباب ِ بالأعياد كالأزرقِ في الموجة،
لا للفقر ِ، والوقت ِ الذي يشبهُ قبري..!!
 
*    *     *
 
لو أرى تحت تراب ِ الأرض ذا القرنين،
أو نيرونَ، أو قيصرَ،
أو كسرى،
وكلّ الفاتحين الحمر والتجار، والكهّان.
إني ميتٌ أعرفهم من عظمهم:
كل رفات مُدِّدَتْ كالسوط، او جمجمة لا ظلّ للأبيض فيها،
أو بقايا راحةٍ يلمعُ منها ذهب أو دمٌ مسكين ٍ وعار ٍ،
  
هي لليل الذي وزّع ما فيه على من أطفؤوا الشمسَ،
لكي يبنوا على جثّتـِها مملكة العتم ِ التي ليس نرى فيها يدَ السارق،
او مفصلةََ القاضي التي يقطعُ فيها عنقَـنا،
من بعد ِ أن يصنعَها من عظمنا القاسي، ويسقي حدَّها من دمنا.
إنها أمنيتي في الموت. لكني قليلاً وأسجّى،
ثم أغدو حفنة لا روح فيها.
 
*    *     *
 
ليت للأشياء أن تأتي، لها أيدٍ لكي تغمرني عند وداعي.
هل لعشبٍ، أو لنهر، أو لعصفور، يدٌ تغمرني؟
أشعر أنيَ الآنَ محتاجٌ إلى وجهِ صديق ٍ، أو يدَيْ صقصافة، أو حضنِ أم ..!!
أخبروني أن طفلاً ولد الآن، وسيفاً صار عكازاً لشيخٍ،
وغريباً عاد، حتى يصبح الموت خفيفاً.
إنني أحمل أحزاني إلى قبري معي.
يكفي بيوتَ الأرض ما تحمل من أحزان غيري.
وزّعوا ما كان لي من هذه الشمس عليكم،
وادفنوا ليلي معي.
إن كان لا بدّ من الموت أخيراً،
فليمت ما كان فينا من ظلام معنا،
ولنترك الشمس التي فينا لمن يأتون.
إنّ الشمس إنْ صارت كثيراً،
صار ما نحمل عند الموت للقبر قليلاً.
 
*    *     *
 
 أيها الموتى الذين انتشروا تحت تراب الأرض،
لم يرحل لقبرٍ احدٌ منكم ولم يشعر بخوف مثل هذا الخوف في قلبي أمام الموت.
كم كان جميلاً أن تكون الجنة َ الأرضُ،
وتجري حول هذي الشمس من غير توابيت،
ونبقى فوقها من غير موتٍ
غير أن الأرض حتى الآن ليست غير بيتٍ خَرب ٍ قُرْبَ ضريحٍ عامرٍ..!!
 
*    *     *
 
ربما كنت بهياً. غير أني الآن نومٌ وسوادٌ.
لا تريْ وجهي. ولا تقتربي من باب قبري.
وأبعدي عني يداً ما ولدت إلا للمس النور،
وانسي عالم الأموات.
 
*    *     *
 
كم يبدو جميلاً،
أن في الأرض قبوراً يختفي الأسود فيها.
فأكملي يا امرأة من ذهب رحلة هذي الأرض في من فوقها،
وأرخي
إلى الشمس الشراعا.
غنني أصبحت نوماً
وسواداً،
فوداعاً، ووداعاً،
ووداعاً.
 
(مختارات من قصيدته "مشهد الأسود" ومن ديوانه "مملكة الخبز والأرض")
  
          أرحل عنك والمسافات في خاطري تتصاغر وتتضاءل بيني وبينك.. فأحسك أقرب من قلبي ومن عيني إلي!!. لا كيان لمسافات في قاموس التعاطف، وفي السماء الواحدة التي تظلل المتعاطفين، وأنت.. ما أنت إلا وطني المتعاطف المنقول على سواعد إخوتي، إن الزمن الذي ضمني إليك وولى كالخيال ينهزم الآن صاغراً أمام علاقة وشيجة باقية في ضميرك وضميري...!!
                                      نهاد
 
 
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق