مجلة السنونو (
العدد الحادي عشر ) -
شعر محلي
|
|
ضريح على
التل ( شعر : نزيه أبو هفش
)
|
|
ضريح على التل
شعر: نزيه أبو عفش
صباح على التل، والأرض نور.
سأكتب من ههنا لصديقي في الشام: لا تتأخر!
تعال سريعاً إلى مرمريتا. تعال لتشهد من سطح بيتي
عبور الصباح على التل.
(والأرض نور. وبي ظمأ لاختراع الحياة.
وقلبي الجديد يؤنبني:
كم صباحاً رأيت ولم تَرَه؟!
كم صباحاً دفنت على التل؟!)
والتل نور أبصرته في منام الحياة السعد
كأن لم أكن قطّ أبصر
كنت رأيت كان لا أرى
وشممت عبير الضباب كأن لا أشمّ..
ولم يتوفر لي الوقت كي أحتفي بمرور الصباح على التل.
كنت أقود الأغاني إلى جهة الموت:
كان كلامي مَغْرِباً خالصاً.
.. .. .. .. .. .. ..
صار يمكنني الآن أن أبصر النور في ما
تطرّزه إبرة النور فوق لحاء الزمان الطبيعي:
صار كلامي ندماً خالصاً.
.. .. .. .. .. .. ..
(ما مصير الكلام إذا لم يُطِعْ قلب شاعره؟
ما مصير الكلام إذا لم يُقدّر لطافة عطرِ الكلام؟
ما مصير الكلام إذا كان يجهل كيف يؤدي الصباح
صلاة الصباح على التل)
والتلّ نور، وعيناي نور، وما يَهجس القلب نور.
وبي ظمأ لاحتضان الحياة رويداً رويداً، كأنّي
على نغمة النور أغزل صورة نفسي وأُطلقها
حاجة في براري الجمال العظيم..
تشير فأتبعها طائعاً وأدندن لحن حياتي الجديد
على التل أبني لنفسي التي تبغض النوم مخدعها.
وعلى التل أبني الزريبة للجحش، والبقرات،
وأبناء عمّي الأعزاء في دولة الماعز الحر....
افرح حبيبي!
على التل أبني الكنيسة: نور على حجر.. وانتهينا!
ولا جرس يتعقب آثار عطر الهواء سوى ما
يقول الهواء لصاحبه النور.. فاسمع حبيبي!
على التل أبسط مائدتي الرعوية:
عشبٌ وماءُ.. وما يقطف الحالمون.
وأختي " الموسيقى" تهندس لي شهواتي
وترشدني في متاه الحياة السعيدة..
أقبل حبيبي!
على التل بيتي، وقدامه حارساه: الصباح، وكلب الرعاة المدلّل..
عجّل حبيبي!
على التل بيت حياتي الأخير
وعرشي الأخير.
.. .. .. .. .. .. ..
.. .. .. .. .. .. ..
على التل ليل كثير، وغيم كثير. وناس كثيرون
يمتدحون الحياة بأسمائها ويدورون حول الضريح...
على التل بيت نعاسي الأخير:
تمهّل حبيبي!
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق