تعبٌ يلّوحُ في البقايا من عيونِِِِِِِ
الفجرِِ
أجراسٌ تدندنُ في زوايا الليلِ
أقواسٌ من الصبَّارِ
تعلو سورَ أبوابِ المدينةْ
* * *
الصامتونَ على الطريقِ
الخائفونَ من الصقيعِ
الهاربونَ إلى الحريقِ
الساهرونَ بلا قمرْ
* * *
خوفٌ يلملمُ بعضَهُ
يصطادُ أحلامَ المساءِ
يسدُّ ألوانَ النهارِ
يلفُُّ أجنحةَ الطيورْ ..
خوفٌ تعملقَ واستطالَ
كسيفِ هولاكو وأشباحِ التتارْ
* * *
الدارُ نائمةٌ
على شفاهِ الليلِ تغفو
ترسلُ الآهاتِ
تنتظرُ النهارَ .. بلا نهارْ ..
لاطائرٌ يشدو
ولا سحبٌ تصفقُ للسنابلِ
أو رياحٌ ، تنقلُ الطلعَ
إلى رحِمِ الزهورْ
* * *
صوتي تعالى في الجبالِ
على جدارِ البيتِ ، خلفَ الحقلِ
في كلِّ الشوارعِ ، والمعابدِ ،
والأزقةْ ..
صوتي تناثرَ ، صرختي نامتْ على كتفي
وعادَ الصوتُ مذبوحاً .. ليبحرَ في
عروقي
واختفى ، مثلَ الصدى في داخلي
ثم انتحرْ
* * *
مطرٌ
وتعشبُ كالصباحِ براعمُ الحبِّ السخيِّ
ودارُنا ، لمّا تزلْ
خضراءَ .. في لونِ المطرْ
وبلا مطرْ
* * *
البحرُ يدعوني
وموجُ الشاطىءِ الممدودِ كالأيدي
يلوِّحُ لي ، بمنديلٍ سماويٍّ
وحضنُ المركبِ المسحورِ
في شبقٍ طفوليٍّ .. يناديني
ويغريني لكيّ أرحلْ ..
لكنني ، ، ،
أنا يا صديقتي قبلتانِ ونهدتانِ
وصحوُ حُلمٍ وانتحارٌ وانتصارْ
أنا ياصديقتي شارعٌ ، ،
أهلٌ ، ودارْ
* * *
قد جئتُ من زمنِ العذابِ
عرَفتُ سرَّ الأحمرِ الممزوجِ
|
في لونِ الترابْ ...
قد جئتُ من زمنِ الصقيعِ
عرَفتُ سرَّ الأبيضِ المصنوعِ
من لونِ الكفنْ ...
قد جئتُ من زمنِ المسافاتِ الطويلةِ
كيّ أراكِ
ولن أعودَ الى الرحيلِ
ولن أغيبَ عن الوطنْ
* * *
سيري إلى قلبي ، توحّدي في دمي ..
مدّي يديكِ ، وقبّليني
ارفعي عينيكِ نحوَ النورِ
شدي خوفَكِ المصلوبَ في الأعماقِ
ردّيني إلى داري ،،
صديقتي أنتِ داري ،،
أنتِ زوّاري .. وقلبي
أنتِ أهلي الطيبونَ
النائمونَ على البقايا من فُتاتِ الخبزِ
والماءِ الملوثِ
واحتضانِ الموتِ ، والزنزانةِ الكبرى
ومضغِ التبغِ والتعذيبِ ، والأملِ
الحزينْ
* * *
إني صديقكِ ، لاتخافي
اتبعيني
علقيني فوقَ صدركِ
ازرعيني في عيونِكِ نجمةً ..
أنا فارسُ الأملِ
المطلُّ من السحاباتِ البعيدةِ
من بحارِ التيهِ ، من قممِ الجبالِ
من العواصفِ ، من براكينِ السماءْ
أنا ياصديقتي
لونُكِ المنثورُ في أفقِ الليالي
الحالكاتِ
ضميرُكِ المحفورُ في كلِّ القلوبِ
أريجُ عِطركِ ، ذكرياتُكِ
أرضُكِ المعطاءُ ، صوتُكِ
أغنياتُ الحبِّ ، والفرحِ المطلِّ
وغيمةُ المطرِ السخيةُ
والزغاريدُ التي تعلو
ورقصُ سنابلِ القمحِ الجميلةِِ
والهوى والحبُ
والخبزُ المدوّرُ مثلُ قرصِ الشمسِ
والأملُ الذي يبقى
إذا عدنا ، ، توحّدْنا
شربْنا الكأسَ مترعةً
بحبِّ الأرضِ والإنسانْ
* * *
أنا فارسُ الحبِّ
الذي خطفوهُ من عينيكِ غدراً
واستباحوهُ ، وباعوهُ بفضةْ ..
لاتخافي ،،
اتبعيني
قبليني
قد مضى زمنُ الفراقْ
* * *
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق