السبت، 12 مارس 2016

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - خاطرة - إفريقية الغربية ( بقلم : فاروق أبو جودة )

مجلة السنونو ( العدد الحادي عشر ) - خاطرة  
مغترب سابق في جمهورية الكاميرون - إفريقية الغربية ( بقلم : فاروق أبو جودة )

مغترب سابق في جمهورية الكاميرون
إفريقية الغربية
بقلم: فاروق أبو جودة
  
   في زمن التداعيات الكبرى ، وفي زمن الانهيارات المتلاحقة ، على مستوى العالم كله ، والتي انعكست وتنعكس على أمتنا .
     في هذا الزمن العصيب ، حيث تنهار الأخلاق في الأمم ، وتغيب العدالة الإنسانية عن محور الأحداث ، وتعلو شريعة الغاب على مقاييس العدل الحقوقي ، الاجتماعي والاقتصادي .
    وفي وقت تخلّت فيه المرجعيات الدولية عن رسالتها الراقية إلى العالم في كل أقطاره ، وأصبحت قوة السلاح أمضى من قوة الحق .
   في هذه المرحلة القلقة المتوترة من حياة أمتنا ، والمنطقة  المجاورة لها ،
أين هم مغتربونا المنتشرون في شتى أنحاء العالم ، من العودة الدائمة إلى القيم الحضارية التي تربوا عليها ، والتي صدّرتها بلادنا إلى كل العالمين ؟
   هذه القيم تحفظنا بمناعتها ، من حالات الخوف والضياع ، أمام الذي يحصل على خريطة العالم اليوم ، لا كما يفعل الآخرون حيال الزلازل الرهيبة التي تخلخل حياة المجتمعات ، فيهيم الناس على وجوههم ، خائفين مشرّدين ، من جرّاء الفواجع التي تضرب مسؤولياتهم وواجباتهم الشخصية والعائلية والمهنية التي يتنكبون .
  إنّ مغتربينا ، يحيون في مغترباتهم ، ويتحسّسون أوضاع بلادهم وما يحيط بها من مخاطر وأزمات ، تقرّر مصيرها إلى آجال طويلة ، فإذا لم يفعل إيماننا نحن ، بوعينا نحن ، وإرادتنا نحن ، وقوّتنا نحن ، لنبني لنا وطناً يكون على مستوى تحدّيات العصر ، عدالة وفضائل ، فإن الأحداث الجارية ستجرفنا في معمعة سيلها إلى حالة متأخرة ، يتحكم فيها المرض والفقر والذل والمهانة والعبودية .
   فالمغتربون من أبناء أمتنا ، وحيث يتواجدون في بلاد الله الواسعة ،
عليهم أن يتذكروا أنهم من وطن كانوا منه، وله عليهم حق الولاء وواجب التضحية والفداء ، وهو اليوم ، في محنته التاريخية ، يدعوهم للمشاركة في تحصينه ، حتى يقوى على عواصف الشر ، تهبّ عليه من خارج حدوده ، ينفث أعاصير سمومها عليه ، أعداؤه في دينه السماوي وحقه التاريخي وأرضه المقدسة ، وليس أمنع له ، ليتمكن من الانتصار على ما يهيّْء له هؤلاء، من عقد القبضات معاً ، نقف كالبنيان المرصوص ، هيئة اجتماعية واحدة ، مغتربين ومقيمين ، حصناً منيعاً لوطننا ، الذي أبحرت من شواطئه الأشرعة الأولى حاملة الشرائع الأولى إلى العوالم الأخرى .
وليتذكر مغتربونا ، أنه في عمر أمتنا ، ومضات نور أضاءت جوانب تاريخها وبعثت فيها الأمل ، وأحيت فيها الثقة للمجابهة والتحدي ، وحركت فيها مكامن القوة ، ودلتها على طريق الفعل الخالق وسبيل الإبداع لتحقيق الذات ، فانتصرت في معاركها التاريخية الفاصلة ، وأبت أن تكون حجارة في مقابر التاريخ .
وليعلم المغتربون ، الذين هم جناح الأمة الآخر ، أن من أوقع الأمور في مصالحهم ، وأضرّها بها ، وأتلفها لثرواتهم ونجاحاتهم ، انقسامهم وتشرذمهم  وانشغالهم بالأمور السطحية العابرة ، عن الأمور الأساسية المصيرية .
علينا أن نعمل كلنا معاً ، بإرادة واحدة موحدة ، لمصلحة أمتنا ، التي يجب أن تعلو على كل المصالح ، وإلا ، فعبثاً يحاول أولئك الذين يستغلون مكامن الضعف فينا ، قميص عثمان ، يبنون على ذلها عزاً لهم مبنياً على ذل مصالحهم الفردية والأنانية .
فلتكن جالياتنا وحدة في المصالح والمصائر والمواقف ، مما يعطيها القوة والمنعة ، فتتحاشى في ذلك ، الوقوع في مجاهل التحولات المتسارعة والمتغيرات المتلاحقة ، تحت وطأة ضربات العولمة الزاحفة تبتلع كل ما ومن يقف في طريقها .
ألأمة بحاجة إلى كل إمكانية، مهما كان شأنها ، تصب في معينها ، وتتحول ، مع غيرها ، وعلى تعداد المغتربين ، إلى قوة اقتصادية هائلة ، بقدر ما يضاف إليها من روافد الإمكانيات .
وعليهم ألا يشعروا بالدونية أبداً، فهم رسل أمة كانت في ماضيها، إحدى أمهات الحضارة ، التي لا تزال البشرية جمعاء ، تنهل من معينها ومن خيراتها ،
كما هم سفراء لوطنهم في مغترباتهم ، على مستوى العالم أجمع ،
وهم كذلك ، مرآته الشفافة النقية الصافية .
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق