مجلة السنونو (
العدد الحادي عشر ) -
خاطرة
|
|
مغترب
سابق في جمهورية الكاميرون - إفريقية الغربية (
بقلم : فاروق أبو جودة
)
|
|
مغترب
سابق في جمهورية الكاميرون
إفريقية الغربية
بقلم:
فاروق أبو جودة
في زمن التداعيات الكبرى ، وفي زمن الانهيارات المتلاحقة ، على مستوى العالم كله ،
والتي انعكست وتنعكس على أمتنا .
في هذا الزمن العصيب ، حيث تنهار الأخلاق في الأمم ، وتغيب العدالة الإنسانية عن
محور الأحداث ، وتعلو شريعة الغاب على مقاييس العدل الحقوقي ، الاجتماعي والاقتصادي
.
وفي وقت تخلّت فيه المرجعيات الدولية عن رسالتها الراقية إلى العالم في كل أقطاره ،
وأصبحت قوة السلاح أمضى من قوة الحق .
في هذه المرحلة القلقة المتوترة من حياة أمتنا ، والمنطقة المجاورة لها ،
أين
هم مغتربونا المنتشرون في شتى أنحاء العالم ، من العودة الدائمة إلى القيم الحضارية
التي تربوا عليها ، والتي صدّرتها بلادنا إلى كل العالمين ؟
هذه القيم تحفظنا بمناعتها ، من حالات الخوف والضياع ، أمام الذي يحصل على خريطة
العالم اليوم ، لا كما يفعل الآخرون حيال الزلازل الرهيبة التي تخلخل حياة
المجتمعات ، فيهيم الناس على وجوههم ، خائفين مشرّدين ، من جرّاء الفواجع التي تضرب
مسؤولياتهم وواجباتهم الشخصية والعائلية والمهنية التي يتنكبون .
إنّ مغتربينا ، يحيون في مغترباتهم ، ويتحسّسون أوضاع بلادهم وما يحيط بها من مخاطر
وأزمات ، تقرّر مصيرها إلى آجال طويلة ، فإذا لم يفعل إيماننا نحن ، بوعينا نحن ،
وإرادتنا نحن ، وقوّتنا نحن ، لنبني لنا وطناً يكون على مستوى تحدّيات العصر ،
عدالة وفضائل ، فإن الأحداث الجارية ستجرفنا في معمعة سيلها إلى حالة متأخرة ،
يتحكم فيها المرض والفقر والذل والمهانة والعبودية .
فالمغتربون من أبناء أمتنا ، وحيث يتواجدون في بلاد الله الواسعة ،
عليهم أن يتذكروا أنهم من وطن كانوا منه، وله عليهم حق الولاء وواجب التضحية
والفداء ، وهو اليوم ، في محنته التاريخية ، يدعوهم للمشاركة في تحصينه ، حتى يقوى
على عواصف الشر ، تهبّ عليه من خارج حدوده ، ينفث أعاصير سمومها عليه ، أعداؤه في
دينه السماوي وحقه التاريخي وأرضه المقدسة ، وليس أمنع له ، ليتمكن من الانتصار على
ما يهيّْء له هؤلاء، من عقد القبضات معاً ، نقف كالبنيان المرصوص ، هيئة اجتماعية
واحدة ، مغتربين ومقيمين ، حصناً منيعاً لوطننا ، الذي أبحرت من شواطئه الأشرعة
الأولى حاملة الشرائع الأولى إلى العوالم الأخرى .
وليتذكر مغتربونا ، أنه في عمر أمتنا ، ومضات نور أضاءت جوانب تاريخها وبعثت فيها
الأمل ، وأحيت فيها الثقة للمجابهة والتحدي ، وحركت فيها مكامن القوة ، ودلتها على
طريق الفعل الخالق وسبيل الإبداع لتحقيق الذات ، فانتصرت في معاركها التاريخية
الفاصلة ، وأبت أن تكون حجارة في مقابر التاريخ .
وليعلم المغتربون ، الذين هم جناح الأمة الآخر ، أن من أوقع الأمور في مصالحهم ،
وأضرّها بها ، وأتلفها لثرواتهم ونجاحاتهم ، انقسامهم وتشرذمهم وانشغالهم بالأمور
السطحية العابرة ، عن الأمور الأساسية المصيرية .
علينا أن نعمل كلنا معاً ، بإرادة واحدة موحدة ، لمصلحة أمتنا ، التي يجب أن تعلو
على كل المصالح ، وإلا ، فعبثاً يحاول أولئك الذين يستغلون مكامن الضعف فينا ، قميص
عثمان ، يبنون على ذلها عزاً لهم مبنياً على ذل مصالحهم الفردية والأنانية .
فلتكن جالياتنا وحدة في المصالح والمصائر والمواقف ، مما يعطيها القوة والمنعة ،
فتتحاشى في ذلك ، الوقوع في مجاهل التحولات المتسارعة والمتغيرات المتلاحقة ، تحت
وطأة ضربات العولمة الزاحفة تبتلع كل ما ومن يقف في طريقها .
ألأمة بحاجة إلى كل إمكانية، مهما كان شأنها ، تصب في معينها ، وتتحول ، مع غيرها ،
وعلى تعداد المغتربين ، إلى قوة اقتصادية هائلة ، بقدر ما يضاف إليها من روافد
الإمكانيات .
وعليهم ألا يشعروا بالدونية أبداً، فهم رسل أمة كانت في ماضيها، إحدى أمهات الحضارة
، التي لا تزال البشرية جمعاء ، تنهل من معينها ومن خيراتها ،
كما
هم سفراء لوطنهم في مغترباتهم ، على مستوى العالم أجمع ،
وهم
كذلك ، مرآته الشفافة النقية الصافية .
|
|
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق