السبت، 28 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - شؤون البيت ملحق 3 - ( عادوا - غابوا )

مجلة السنونو ( العدد التاسع ) - شؤون البيت 
ملحق 3 - ( عادوا - غابوا )
شــؤون البيــت

   ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء المغتربين في حمـــــص


"بضعة عصافير باقية على الحائط, تظنه بيتها إلى الأبد.
 تُكَنْكن هنا في أعشاش الحُفَر والزوايا,
 تزقزق للصباح وللقرميد,
 تُلاعب الفراغ وكأنه الدنيا.
 كنت أحسدُ العصافيرَ لأنها تطير.
 لم أكن أعلم أنها ترتبط وتلتصق مدعاةٌ أخرى للقلق..
 أمَا مِنْ كائنات مقتلَعة الجذور تفرح وتنبض بعد انقلاعها؟
 أليس هناك أشجار لا تيبس إذا أُعْتِقت من جذورها؟
 أما من حياة إلا في السجن!؟ "
"أُنسي الحاج"
 (عادوا - غابوا)
(عادوا)
عادت لتكون لبلدها رسولا /
عائلة جذورها أقوى من الغربة
وظاهرة لو يقتد بها .
---------------------
تكتب هذه الزاوية في (شؤون البيت) الرابطية الأديبة ماري خاشوق, وقد لفت نظرها عودتان ليستا كغيرهما, يغوص في حكايتهما قلمُها فينثال فرحاً وإعجاباً
 
1 ــ عادت لتكون لبلدها رسولاً
ــ عائدون.. ما أجملها من كلمة تحمل التفاؤل والأمل.. واللقاء الرائع ودموع الفرح...
ــ عائدون.. بخلوا علينا هذه السنة ــ رغم كرمهم ــ فكانوا شاماتٍ على خد الزمن يُعدّون على الأصابع بسبب ظروفٍ منعتهم ولن أذكرها لأنكم تعرفونها...
ــ عائدون.. هم أخوتنا.. أبناؤنا.. فلذات من أكبادنا..
أن تعود العصافير مسرعةً مشتاقة إلى أعشاشها حيث تجد الدفء والأمان...                               وأن تسرع الساقية متلهفة لتصب في البحر الكبير الواسع متناسية الضياع في اللامحدود..   
وأن ترى النحل يطير أسرابا بعد أن ملأ رئتيه برحيق الأزهار عائداً إلى خليته ليصنع الشمع والعسل..
وأن يتوق المهاجر للعودة إلى أرض أهله حيث وُلد وترك ذكرياته الغالية ( كلّ هذا طبيعي...)
لكن أن يتوق إنسان (ولد في المهجر وترعرع فيه ولم يعرف شيئاً عن وطنه الأصلي إلا مجرد كلام الأهل... وصور باهتة عنه) أن يتوق إلى بلد أهله فهذا هو الغريب.. والنادر..
(هذه هي: كريستينا)
ظاهرة رائعة .. شعور غريب خفي دفعها لأن تترك كلّ شيء في بلاد الغربة ( بيتها.. أهلها.. سيارتها.. عملها).. حيث تعمل في معهد للمعاقين (إذ تحمل من الشهادات ما يؤهلها لذلك)
شيء غريب دفعها للعودة إلى تراب الوطن.. وطن الآباء والأجداد..
وكأنها أكدت بعودتها الآية التي تقول: (من أحبَّ أباً أو أماً أكثر مني فلن يستحقني.)
هل الوطن هو الله؟              أم الله هو الوطن؟
عادت وراحت تعمل في معهد الدراسات العربية في دمشق ــ علماً أنها تجيد التكلم بالعربية العامية ــ
ثم.. ناداها شيء في مدينة حمص المحبة الوفية.. مدينة حمص الأم الحنون ناداها ــ بيت المغترب ــ فكانت ابنته المدللة وكان عشها.. بيتها وطنها الصغير الذي ملأته حيوية ونشاطاً.. وزرعت الحب والحنان في أرجائه
ثلاث سنوات مرت كالحلم.. كانت النور الذي يضيء جنباته.. كل زوار البيت أحبوها.. وكلما ذُكر بيت المغترب ذكرت كريستينا معه وكأنه بدّد غربتها عن أهلها..
وككل شيء له نهاية.. حانت ساعة الوداع.. وراحت صفارة القطار تعلن الرحيل..
عادت إلى أهلها بجسمها بعد أن تركت روحها ترفرف في أرجاء البيت وقلوب الناس الذين عرفوها وأحبوها
عادت لا لتتابع عملها في المهجر فحسب بل..
عادت لتكون رسولاً لبلدها سورية ــ وحمص بالذات ــ لتكون داعية ومشجعة لأبناء جيلها للعودة إلى وطنهم والتعرف إليه وإلى حضارته..
عادت لتنقل حب العرب للغرب.. وتشرح لهم عن حضارة العرب ولتكون جسراً يصل بين الحضارتين وواسطة تعارف بين شباب البلدين
عادت لتؤكد كيف يمكن لنا أن نصنع المستحيل في أي بلد نكون فيه.. ونثبت وجودنا وأصلنا.. وأن نكون بذرةً صالحةً لا يأكلها السوس أو تخطفها الطيور المحلقة..
عادت لتكون مهاجرة صالحة تعمل حيث توجد بضميرها وقلبها وتكون تينةً معطاءة بثمارها وظلها..
ــ هذه هي كريستينا ــ
 
2 ــ عائلة جذورها أقوى من الغربة وظاهرة لو يُقتدى بها
عائلات كثيرة ضمها المهجر.. وانتشرت بين بلدانه المتباعدة.. وأخذها العمل المتواصل.. وكاد ينسيها روابط العائلة.. ولقاءات التواصل والمحبة, وحوّل رغبتها غربتين: غربة عن الوطن الأم, وغربة بين الأهل وبعدهم وتفرقهم...
إلاّ عائلة واحدة لم تسمح لبلاد الإغتراب, بحلوها ومرها, أن تفرِّق حبات عقدها
عائلة حملت في حقائبها أواصر المحبة والمودة وصلة النسب والقرابة واللقاء المتواصل متعظين بالقول (بعيد عن العين بعيد عن القلب) إنها..
عائلة (نايف كبا) التي تتجمع فروعها في المكان المنبت.. والزمان المعين.. كلَّ صيف.
طيب الله ذكرك يا د.وجيه كبا, أيها الركن الرمز من جذوع هذه العائلة, يامن ضربت الرقم القياسي في زياراتك للوطن قبل دخولك الغربة الأبدية وركونك في التربة البعيدة.
إنك نِعم من سنَّ هذه المبرة: مبرة اجتماع فروع الأسرة الواحدة أينما كانوا على وجه هذه البسيطة ــ في المكان الأم والزمان المختار.. عاهداً وصيتك الأمانة إلى أمناء أقسموا أن يلبوا صوتك الأبوي, يهرعون متلهفين تاركين كلَّ مُهمٍ.. وكأنهم مدعوون من الرب إلى موعد صلاة مقدس, يغتبطون به مؤمنين: أن الأسرة هي الوطن, وأن اجتماعها صك عدم الاعتراف ببعاد وأن اللقاء على الأرض الأم انغراس فيها وتجذرٌ في قلبها.. و أوسمة ولاء تتبادلها صدورهم سعيدة مسعدة.
            أمنية أطلقها: لو أن كل عائلة مغتربة فعلت هذا لما سمحنا ليد النسيان أن تطال عائلاتنا المهجرية وتفرقها وتجعلها مثل المدن المنسية تنتظر يداًَ حنوناً تنقب عنها وتبحث... ولن أذيع سراً إذا قلت: ما أكثر المدن المنسية في الوطن الأم!...
لن يتسمَّر قلمنا أمام هاتين العودتين فحسب, بل سيعرّج إلى عائدين غالين آخرين... عاهدوا القلب الموَّار بالأشواق أن يحطوا به في مسقطه الأول الغالي, كل عام, مؤثرين هذا المسقط على كل بلد سياحي متاح لهم.. نذكر منهم مرة أخرى.. الدكتور جون نسطة (ألمانيا), الدكتور فواز مسوح (فرنسا), السيد فؤاد سلوم (اليونان), السيد فؤاد ريا وعائلته (تشيلي), السيد جورج سلوم (أميركا الشمالية), الأستاذ شاكر حارس (تشيلي), السيد إدمون كرم وعائلته (اوستراليا), السيد عيسى بندقي (البرازيل), الأستاذ ادواردو ناصر وقرينته السيدة رجاء بصيلي (تشيلي), الأستاذ غسان ديوب (تشيلي), السيدة سعاد مرهج (الأرجنتين), السيدة سعاد بندقي (انكلترا)..
أهلاً بالعائدين جميعاً في مسقط قلوبهم... ومرحباً..
 ( غابوا )
( آنت ساعة الرحيل)
آنت ساعة الرحيل، وحان الموعد.... والأحبة على استعداد لبدء الرحلة الأخيرة،رحلة طويلة لا أمل بعودة منها ولا خبر ولا لقاء... لذا الوداع قاسٍ و مؤلم .
الروح آثرت الرحيل بعيداً بعد أن ضاق بها الجسد ،وهامت في رحب السما.. تبحث عن مجد ٍ عظيم في أفق هذا الكون ، وما بقي لنا سوا الذكرى ...
ٳرثنا وكنزنا وكل ما بقي لنا هو ذكريات أيامٍ خلت نتسلح بها ونقوى ... وسؤال يضج في عقولنا ويخنق صدورنا ....
تُرى هل سنلتقي يوماً ...؟
المرحومة سلمى ختن ناصر : القلب الكبير والانسان القدوة التي كان رقادها الأبدي في الرب بعد وداع تدريجي لحيويتها المتدفقة وجهادها السخي في ميادين ٍانسانية شامخة كانت تقطف من جنانها للمحتاجين عنباً وريحاناً ...أجل ودعت في الحالتين وبعد أن عهدت للمرأة الحمصية الأمانة راسمة لها درب الغيرية و الإيثار موقدة في روحها أكثر من شعلة نور من نجومها بها تَسعد وتُسعد (4\2\2007)
الأم الغالية المرحومة (ايفون زيتون): والدة الصديق (بديع صيرفي)التي أغمضت العينين في (تموز 2007) ضاربة في الصلاح ولآدمية والعطاء الصامت والتربية القويمة مثلاً.
المرحومة (سعاد لويس بيطار) :التي و إن لم تكن أماً لولد، فقد كانت للجميع أماً، ولاسيما لشمل الأخوة والأخوات. رقدت في الرب في(13\7\2007) وقلوب أحبتها مكللة بالذكر الحسن والأسى الشديد .
السيدة (ماري طرابلسي أخرس ) :التي باكرها المرض ليخطفها الموت تاركة في قلوب أبنائها وذويها وأصدقائها الشوق والحب والذكريات ، مدثرة بدموعنا وذكرياتنا لاقت وجه ربها في (7\5\2007) .
المرحومة نزهة طوبيا : الأم الكبيرة وإن لم تكن أماً ... دعامة البيت ... الحادبة على شؤونه وشجونه ...وروّاده ... ودعتنا في (29|5|2007) .
المربية منى حداد: الزارعة الحسنة في حقول التربية والتعليم و في حقول المجتمع والوطن, ودعتنا إثر حادث أليم اختطفها من قلب العافية, تاركة الغصص في قلوب ذويها وعارفيها (22/1/2007)
الأم الطيبة ( بيرتا جبيلي) : والدة الصديق (بسام جبيلي) التي غادرت هذه الدار الفانية محاطة برعاية وحيدها وحبيبها بسام ...كم تمنى هذا الابن البار لو يطول عمرها على الأرض، ولكن هيهات ..فزيت الأمهات الى نضوب ،وسراجهنّ إلى انطفاء..ودعت أم بسام ... بعد أن انزرعت عميقاْ في قلب وحيدها الفنان تمده أبداً صلاةً وحباً مستدعية كل ملائكة  السماء الحارسة لتنام على مخدته ...ولتحدب على عمله وفنه وموهبته: إرثها الثمين التي  استطاعت أن تتركه للفنان(بسام ) وتأتمنه عليه (4/9/2008) ...!!
 
      ثم آباء شهم وطدوا جذورهم عميقاْ في حقول الحياة ، وجاهدوا وكدّوا ، وتكلل عمرهم بالزهر و الثمر... بأولاد نجب ...هم استمرارهم وامتداد عطائهم وورثة آدميتهم .
المرحوم (عيسى طحان): كان رقاده في (22|أيلول |2007) .
المرحوم (أنور حشوة ) : (تموز 2007)
المرحوم (سعد الله طوبيا) : (22/10/2007)
المرحوم (جوزيف الأخرس ) . وقد أغمض العينين في (22/ تشرين الأول /2007)
المرحوم (سعيد فرج ) ( 17|3|2007).
المرحوم (نقولا عبود ) (14|4\2007).
المرحوم (لطف الله عبود ) 29/8/2007
المرحوم (زكي الأخرس) 25/12/2007
المغترب (رامز خزام) مع زوجته(ريما خوري): اللذان أودي بحياتهما حادث سيارة في مهجرهما الأميركي ليتماهى جسداهما مع التراب البعيد ...وكم عطرا هواء الوطن بعبق زياراتهما المتكررة ولاءً و وفاءً وشوقاً الى الأهل فيه .
المرحوم (بديع خزام ) و شقيقه المرحوم (رامز خزام) المذكور
المرحوم (الياس لازار )وشقيقه (جورج لازار): ورد ذكر الأول في باب (وداعاً)
المرحوم (روفائيل خماسمية ): الوارد ذكره في باب (وداعاً) 5/1/2007
      ناهيكم عن شباب في زهرة العمر .. قطفهم الموت براعم تتفتح ... سلخهم عن أطفال لم يتقنوا كلمة "بابا" وعن أمهات أتقنَّ اللوعات ولدعة الجمرات بعد فراقهم, أمام رحيلهم تقف الكلمات عاجزة ....وتجمد الدموع في المآقي ... وكل عبارات التعزية و المواساة لا معنى لها أمام هول المصيبة ....إلى ماذا يمكن أن يقال في رحيل الشباب ؟!...نسغ الحياة وروحها ومعناها؟...
الشاب عدنان منيب فركوح (1|12|2007)
الشاب فهد تامر نزهة (5/7/2007)
الشاب رياض نزهة  (15/1/2008)
الشاب شهم نصّور (2/11/2007)
الشاب ماهر عبود (17/12/2007)
على ثراهم الغالي تنثر الرابطة دموعها رحمة وذكراً طيباً.. وعزاء.

 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق