مجلة السنونو (
العدد الأول ) -
خاطرة
Pensée suggestive
|
|||
خاطرة ( ريما صيرفي )
|
|||
إرهابيّة في قبرص !
في المطار القبرصي ، كنت العربيّة الوحيدة التي دخلت الترانزيت ، للسفر الى باريس
عبر إحدى الخطوط العالمية التي دعتني على متنها ، لتسجيل انطباعاتي حول خدماتها
وسلامتها الجويّة .
أذكر
أنّ حجم حقائبي كاد يفوق حجم قامتي (لناحية الطول والوزن!). ولمَ لا ؟ طالما أنّ
الشركة التي دعتني نوّهت بأنّني ضيفة فوق العادة في الدرجة الأولى ، فيحقّ لي بذلك
"شحن" بيتي إذا أردت (!) ، وذلك من دون أي مقابل ! …
وعندما
علمت الصديقات بأنني قادرة على شحن أيّ وزن زائد ، مجاناً ، سارعن إلى تحميلي الأكل
والهدايا لأقاربهنّ في فرنسا ، وكأنّ هؤلاء سيموتون جوعاً في عاصمة النّور والحضارة
والديمقراطيات… كل المؤونة اللبنانية صارت في شنطي : من كشك بلدي ، وبن مطحون،
وزعتر برّي ، وزيت زيتون أصلي ، ولبنة ماعز ، ومربى المشمش ، وتين مجفّف ، وبزورات
شكري حماصني ، وحلويات البابا (والماما) !…
وكادت
جارتنا أن تحملّني "طبخة غمّة" لإبنها طالب الطبّ النحيل ، ولكنّي اعتذرت منها "Sorry
. طانت ، صناديق الشحن بالطائرة خالية من البرّادات!" …
ثمّ
حضرت إحدى الصديقات وهي تنتقد الناس كيف أنّهم يرخون بثقالتهم على المسافر
"المجّاني" فيحملّونه فوق طاقته . ولم تكن أفضل من هؤلاء عندما قالت لي : " مسكينة
جارتنا "أمّ غابي" ، تريد أن ترسل معكِ لابنها غرضاً صغيراً " . قلت : ما هو؟
فأجابت: "منقرة(1) كوسا !" . صعقت. ماذا ؟!…منقرة كوسا ؟!وهل يجيد "موسيو غابي" في
بلاد الـ
Tour
Eiffel
نقر الكوسا ؟!.. أو حشو الكوسا ! .. فليأكل الكوسا مسلوقاً ، أو مطبوخاً مع "الغراتان"!
ولكنّ الصديقة أخجلتني بإصرارها المهذّب : "ماعليش، غرض خفيف ونظيف ، ضعيه في
حقيبة يدك!" …
وضعته
في حقيبة يدي العملاقة ، ونسيته . عندما وصلت إلى قسم مراقبة الحقائب على الكمبيوتر
، تغيّر لون شرطية الأمن القبرصيّة ، فزمّت شفتيها ، ودوّرت عينيها ، وبحلقت في
الشاشة أمامها ، وتمتمت كلاماً بالقبرصي ، ثم قالت لي بالإنكليزية : "افتحي الشنط".
وفجأة تحلّق حولي رجال الأمن القبارصة ، ورصدوا حركات يدي ويدهم على خصرهم (أو على
مسدساتهم!) . استغربت ما يحصل ، ولكن الشرطيّة "العفريتة" اختصرت الموضوع ، وقالت
بلهجة البهدلة والتأنيب : "لقد وجدنا معك آنستي سلاحاً قاتلاً!" ، وأخرجتْ من حقيبة
يدي "منقرة الكوسا " !!.
غرقت’
في ضحك انتشرت أصداؤه في كل أرجاء المطار ، فيما المسافرون حولي مندهشون لما يجري .
ولإصلاح الموقف ، وإزالة سوء التفاهم ، رحت’ أشرح للشرطية مزايا منقرة الكوسا في
الطبخ اللبناني . وترجمت’ اسم المنقرة إلى
Pumpkins Curver
. فتعجبوا لهذه الآلة التي تدرج في خانة الأدوات المطبخية ، وتعجبّوا أكثر عندما
أخبرتهم بأننا نتخلّص من لبّ الكوسا لنحشوه أرزاً ولحماً ! وحاولت أيضاً أن أعتمد
الومى(2) باليدين لتفهم الشرطيّة تحديداً معنى " نَقَرَ ينقر’ نقراً" حبّات الكوسى
الصغيرة !..
وبعد
ساعة طبخ مع "الشيف ريما" كدت أن أفوّت بسببها موعد طائرة باريس ، وعدْت’ كلّ طاقم
جهاز الأمن في مطار قبرص ( خصوصاً بعد أن لاحظت بأنّ كلامي عن الكوسا أثار
شهيّتهم)، بأن أرجع من باريس وفي يدي طنجرة "كوسا محشي" تمرّن على نقرها "موسيو
غابي" بمنقرة أمّه الشهيرة التي كادت أن تلبّسني زوراً تهمة " عربيّة ـ إرهابيّة "
في قبرص !
ملاحظة مفيدة : " أفضّل الباذنجان على الكوسا … منذ تلك الحادثة " !! .
(1)
محفارة
كوسا
(2)
الإيماء
والإشارة
|
|||
WEBMASTER : AA-ALSAAD
|
|||
This Web Site Programmed and
Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD
..... Copyright 2003 (C) SCOPNET All
Rights Reserved
|
رابطة اصدقاء المغتربين تأسست عام 1973 وكانت رأيستها الاديبة الراحلة نهاد شبوع وتم اصدار 12 عدد فقط في بيت المغترب في حمص .
الخميس، 29 أكتوبر 2015
مجلة السنونو ( العدد الأول ) - خاطرة Pensée suggestive - خاطرة ( ريما صيرفي )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق