الخميس، 29 أكتوبر 2015

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - بلاد الجدود La patrie des aieux حمــــص

مجلة السنونو ( العدد الأول ) - بلاد الجدود  La patrie des aieux
حمــــص   (في لمحات وجيزة من تاريخها المضيء) - ( منير الخوري )

يلذ للمرء ، التحدث عن ذكريات طفولته وشبابه وكهولته ؛ وعن البلد الذي ولد وترعرع ونشأ فيه واستقى  منه نعم الحياة ؛ ولكن لذته هذه تتضاعف وتعيش وتنمو في وجدانه حينما يغادر تلك الأرض الطيبة مهاجرا ، فيأخذه خياله بعيدا إلى تلك المرابع الفتانة التي تضم بين أجنحتها الأهل والأصدقاء والخلان؛ … ولهذا أراني اليوم وأنا ادفع بهذه الكلمات لتنشر في مجلتنا الغراء "السنونو" التي يحمل مطلقوها ، أهلنا في "رابطة أصدقاء المغتربين" طي جوانحهم ، مثلما أحمل من حنان ومحبة للبقاع التي أنجبتنا ؛ يطيب لي الحديث عن مدينتي الخالدة "حمص"  "أم الحجار السود" .
 مدينة حمص : هي المدينة السورية الثالثة بعد دمشق وحلب؛ لها موقع جغرافي ممتاز ، تقف في الغرب على نافذة البحر الأبيض المتوسط وتستقبل من الشرق الصحراء؛ … من
جنوبها، تلول ووهاد ، ومن شمالها تلول وسهول ، يحيط بها من جهاتها الثلاث ، سهول فسيحة خصبة إلا من جهتها الغربية حيث يمر بها نهر العاصي فيملأ دنياها بالأشجار المثمرة والخضار المختلفة الأنواع ، بعد أن يخترق بحيرة حمص التي تساعده على خزن مياهه فيها .
 السكان : يزيد عدد سكان المدينة حالياً على النصف مليون نسمة ، أكثر من ربعهم مسيحيون، أما عدد سكان المحافظة فيتجاوز المليون والنصف أو مساحة المحافظة التي هي أوسع المحافظات السورية وأكثرها امتدادا ـ إذ تصل حدودها الشرقية بالعراق ، والجنوبية والغربية بلبنان ـ تبلغ (218ر42) كم2 ، أي ما يعادل أربعة أضعاف مساحة الجمهورية اللبنانية الشقيقة .
 أهميتها الاقتصادية : ونظرا لموقع حمص في وسط سورية ، والبادية من جهتها الشرقية ، فهي سوق للبادية ، ومركز مهم للمنطقة الزراعية التي تزرع الحبوب والخضار بأنواعها ، والقطن والأرز والشمندر السكري ، كما أنها في الوقت ذاته مركز صناعي هام يمتاز بصناعة المنسوجات كالشراشف والمناشف والأنسجة القطنية والحريرية ؛ وهي أيضا غنية جدا بالمعامل والمصانع الضخمة المستحدثة فيها ؛ وأهم من هذا وذاك ، موقعها التجاري الممتاز ؛ فهي على اتصال سهل وقريب بمدينة طرابلس بخط حديدي ، وببانياس بخط حديدي آخر؛ كما وأنها تقع عند عقدة الخطوط الحديدية السورية اللبنانية ، والطرق المعبدة العريضة ـ اوتوستراد ـ بين دمشق وحلب وبيروت والبقاع واللاذقية وتدمر …
 أهميتها العلمية وثقافة أهلها : في مقال لرئيس تحرير مجلة الإذاعة السورية تحت عنوان "اعرف بلادك" مايلي :
" لا يجاري مدينة حمص أي بلد سوري آخر ، لا في ارتفاع نسبة الذكور فيه ، ولا في انخفاض نسبة الإناث ، ولا في ارتفاع مستوى الثقافة والفكر والعلم ، ولا في ضآلة عدد الأميين فيها …"
          هذا ويطيب لي أن انقل للقراء ما رواه المؤرخ الأدريسي (1100ـ 1165م) من مشاهداته في مدينة حمص يوم مر بها :
" مدينة حمص حسنة جميلة ، تقع في مستوى من الأرض، وهي عامرة بالناس ، أسواقها قائمة، ومسرات أهلها دائمة ، وخصبهم رغد ، ومعايشهم رخيصة ؛ وفي نسائها جمال خلاب وحسن بشرة؛ ونهر الأورنط المسمى المقلوب ، يجري على بابها ولهم عليه قرى متصلة ، وبساتين يانعة وأشجار مثمرة ؛ وهواؤها اعدل هواء يكون بالشام ؛ وبها على القبة العالية التي في وسطها ، صنم نحاس على صورة إنسان راكب على فرس ، يدور مع الريح حيثما دارت؛  وفي حائط القبة حجر فيه صورة عقرب ؛ يأتي الملدوغ والملسوع ومعه طين فيطبعه على تلك الصورة ، وتضعه على اللدغة أو اللسعة فتبرأ لوقتها . وفي المدينة جامع كبير هو اكبر مجامع مدن الشام " .
          وانقل هنا أيضاً ما ذكره الرحالة الجغرافي ابن جبير(1145ـ1217)عن حمص ما يلي:
" أهل هذه المدينة موصوفون بالنجدة والتمرس بالعدو لمجاورتهم اياه أو يعتلي هذه المدينة قلعة حصينة منيعة ، عاصية غير مطيعة . وبشرقيها جبانة فيها قبر خالد بن الوليد سيف الله المسلول، ومعه قبر ابنه عبد الرحمن وقبر عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وفي المدينة مدرسة واحدة كبيرة . وتجد في هذه المدينة عند اطلالك عليها من بعيد في بسيطها ومنظرها وهيأة موضعها ، بعض شبه بمدينة اشبيلية من بلاد الأندلس؛ يقع للحين في نفسك خياله ؛ وبهذا الاسم سميت في القديم؛ وهي العلة التي أوجبت نزول الأعراب من أهل حمص فيها ."
 حمص وتاريخ بنائها : مدينة حمص ، عريقة في القدم ، يعود تاريخ بنائها إلى حوالي (2300) سنة ق.م. ؛ ويذكر بعض المؤرخين : ان من بناها هو حمت بن كنعان ، والبعض الآخر يقول : إن بانيها هو عملاق بن لود بن سام …
سكن حمص العمالقة فالأموريون فالحثيون الذين اتخذوها عاصمة لهم فترة من الزمن فالآراميون 1225 ق.م. فالأشوريون 732 ق.م. فالكلدانيون فالفرس ، ثم دخلت تحت حكم الاسكندر المقدوني عام 331 ق.م. وبعد وفاته دخلت تحت حكم السلوقيين …
 عروبة حمص : كانت القبائل العربية التي استوطنت بادية حمص قبل هذا التاريخ ، قد أخذت تستقر في المدينة متحضرة ، فتشكل منهم ومن أبناء عمومتهم الآراميين شعب واحد متحد ،غلب عليه الطابع العربي منذ ذلك التاريخ أي حوالي سنة (180) ق.م.وفي عام (80) ق.م. ظفرت حمص باستقلالها الإداري ، إذ حكمت من قبل ملوكها الوطنيين من أسرة سمسيغرام العربية (80ق.م. ـ 79م) الذين في عهدهم بلغت حمص أوج المجد والعزة والتقدم والرخاء في الزراعة والصناعة والثروة ووفرة السكان . ومن اشهر ملوك هذه الأسرة سمسيغرام الثاني (34ـ45م) الذي اشتهر بكثرة ما شيده من قصور وقلاع بقيت بعض آثارها حتى أوائل عصرنا الحالي .
ثم عادت حمص فدخلت تحت الحكم الروماني . وفي عام 179م تزوجت جوليا دمنه ، ابنة كاهن الشمس الأعظم في حمص القائد الروماني سبتيموس سيفيروس الذي تسنم عرش روما
سنة 197، ونالت سورية عامة وحمص خاصة في عهده الكثير من العناية والاهتمام بعمرانها وازدهارها … ثم توالى على عرش روما عدد من الأباطرة الحمصيين هم : كراكالا( 211ـ217م) ثم ايليوغابال (218ـ228م) ثم سيفيروس الثاني (229ـ235) الذي يعتبر من أعظم الأباطرة الذين تسنموا عرش روما ، وأكثرهم ميلا إلى الإصلاح ، واحرصهم على رفع مستوى الشعب وتهذيب المرأة وتحررها .
أسرة السميذع العربية : عندما استقلت أسرة السميذع العربية في تدمر وحكمت سورية أيام اذينة الثاني (245ـ266م) وزوجته الرائعة زنوبيا التي حكمت من بعده كوصية على ولدها القاصر وهب اللات (266ـ273)اتخذت هذه الأسرة مدينة حمص عاصمة صيفية لها إضافة إلى تدمر العاصمة الرئيسية؛ وكان الفيلسوف الحمصي الكبير لونجينوس(213ـ273م) المستشار الأول لزنوبيا. وهو الذي قتله ظلما الأمبراطور ديوكلتيان حين انتصاره على زنوبيا وأسره لها …
             ثم عادت حمص فخضعت للحكم الروماني فالبيزنطي ؛ ولما مرت بها الملكة هيلانة والدة قسطنطين الكبير سنة 236م بنت فيها كنيسة (قال عنها المؤرخ المسعودي) : انها آية في الروعة والجمال . وفي هذا العهد عاش في ضواحي حمص ، ما رمارون ـ الناسك القديس ـ الذي انتقل بعدئذ إلى منسكه في جهات الهرمل قرب منبع نهر العاصي ، حيث ما برح الناس حتى الآن يذكرون مركز إقامته ويعرفون عليه باسم "مغارة الراهب".
            ثم حكم حمص الغساسنة العرب برعاية البيزنطيين . ولما اعتلى هرقل العرش ، اتخذ من حمص قاعدة لتنقلات جيشه أثناء حروبه مع الفرس ثم مع العرب المسلمين الذين دخلوها صلحا بالاتفاق مع مواطنيهم العرب المسيحيين سنة 637م وقد جعلها العرب إحدى مراكز الجند العربي خارج الجزيرة العربية وهي الكوفة والبصرة في العراق ، ودمشق وحمص في بلاد الشام والفسطاط في مصر …وكان لحمص في عهد الخلفاء الراشدين شأنها العظيم ؛ ومما يجدر ذكره : إن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب قال لحامل لواء همذان في معركة صفين التي دارت بينه وبين معاوية بن أبي سفيان : اكفني أهل حمص ، فأني لم الق من أحد ما لقيته منهم. والمعروف عن الحمصيين انهم كانوا من أشد أنصار معاوية وأشجعهم في الحروب نظرا للرابطة الدموية التي تربطهم به ، وهو انه متزوج من ميسون ابنة زعيم قبيلة كلب المسيحية الضاربة في بادية حمص وهي ام ولده يزيد . ومما يدلنا على أهميتها ؛ انتقاء الخلفاء الراشدين والأمويين أفضل الأمراء لها الذين نذكر منهم  على سبيل المثال: الرجل الداهية السمط بن الأسود الكندي والصحابي الجليل عبادة بن الصامت ، والقائد الشجاع عياض بن غنم والأمير عبد  الرحمن بن خالد بن الوليد. كما وان البطل العربي الذي لم يهزم طيلة حياته في أية معركة خاضها خالد بن الوليد ، اختارها دار إقامة له حيث توفي ودفن فيها سنة 21هـ = 642م .
            ومما يذكره المؤرخون التقاة : انه لما ولي العباس بن الوليد الأموي إمرة حمص قال لأشرافها : مالكم لا تذكرون أميرا من أمرائكم، ذكركم لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ؟ فقالوا: انه كان يدني شريفنا، ويغفر ذنوبنا ، ويجلس في افنيتنا، ويمشي في أسواقنا، ويعود مرضانا، ويشهد جنائزنا وينصف مظلومنا … أما الأمير عبد الرحمن فقد توفي بالسم سنة 666 وتفصيل ذلك : انه لما كان بالشام عظم شأنه بها ومال إليه أهلها ؛ فخاف معاوية وخشي على نفسه وعلى ابنه يزيد لميل الناس إليه ؛ فأمر ابن آثال طبيبه النصراني أن يحتال في قتله، وضمن له أن هو فعل ذلك، أن يضع عند خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص. فلما عاد عبد الرحمن إلى حمص منصرفا من حرب الروم؛ دس إليه ابن آثال شربة مسمومة؛ فلما شربها عبد الرحمن مات … وبعد فترة من الزمن ، قدم خالد بن عبد الرحمن المدينة المنورة فجلس يوما إلى عروة بن الزبير ، فسلم عليه ، فقال له عروة : من أنت؟ قال: أنا خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فقال له عروة بتهكم : ما فعل ابن آثال؟ فقام خالد من عنده للحال، ثم شخص إلى حمص، ورصد بها ابن آثال حتى رآه يوما راكبا ؛ فاعترض سبيله ، ثم وشحه بالسيف فقتله. فرفع إلى معاوية الذي أمر بطرحه في السجن ، وبعد أن أمضى في سجنه أياما معدودة ، أطلق معاوية سراحه بعد أن غرمه دية القتيل … بعدئذ عاد خالد إلى المدينة المنورة ؛ فلما وصلها ، توجه إلى حيث يجلس عروة ، فسلم عليه فقال له عروة : يا خالد … ما فعل ابن آثال؟ فأجابه خالد وهو يبتسم : لقد كفيتك ابن آثال … ولكن بالله عليك ، اخبرني : ما فعل ابن جرموز؟ (ويعني به قاتل الزبير والد عروة) فخجل عروة وانصرف مهرولا… وكان خالد بن عبد الرحمن حين قتل ابن آثال منتقما لأبيه ، قال :
أنا ابن سيف الله فاعرفوني
لم يبق إلا حسبي وديني
وصارم صار به يميني.
 بقي لحمص مركزها المرموق طيلة عهد الأمويين ومطلع عهد العباسيين الذهبي، ثم انحطت مكانتها السياسية، لأنها كانت بين آونة وأخرى تعلن العصيان وتشعل الثورات ضد العباسيين وولاتهم ، فلا تحصد إلا الخراب والدمار. ورغما عن كل ذلك فان الحركة الفكرية والأدبية رافقتها بنجاح طيلة هذه الحقب لان عددا كبيرا من الأدباء والمفكرين والعلماء والشعراء عاشوا فيها وفي أرجائها كالشاعر العبقري عبد السلام بن رغبان الملقب بديك الجن الحمصي والأمير الشاعر أبو فراس الحمداني الذي تولى إمارة حمص فترة من الزمن ؛ والشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي ، والأديب الشاعر احمد بن معمعه الحمصي وسواهم … 
 لما جاء الصليبيون إلى بلادنا واحتلوا قسما كبيرا منها ؛ لم يتمكنوا من الاستيلاء على مدينة حمص؛ إذ انه كان لأبنائها من مسلمين ومسيحيين موقف موحد، التزموا به في الدفاع عنها وتمكنوا من صدهم ورفع اذاهم طيلة سني الحروب الصليبية .
 لما جاء تيمورلنك المغولي إلى بلاد الشام واستولى عليها، مر بمدينة حمص، فلم يدمرها أو يستبيحها كما فعل ببقية المدن السورية بل وهبها لجثمان خالد بن الوليد الثاوي فيها قائلا: يا خالد ، إن حمص هديتي إليك، اقدمها من بطل إلى بطل.
وتراجعت قيمة المدينة إبان حكم المماليك ثم العثمانيين الذين ساهموا  بالتفرقة العنصرية والمذهبية، وكان ولاتهم من أسوأ عباد الله وأكثرهم استبدادا وغطرسة ونهب أموال وانتهاك الأعراض؛ مما دفع بالكثير من الأهلين إلى الهجرة منها ؛ وقد انخفض عدد السكان لدرجة ان الجغرافي وولندي يذكر ان عدد سكان حمص في عام 1756 هو (4000) نسمة فقط . ولكن هذا الرقم عاد فتصاعد تدريجيا حتى بلغ عام 1848 عشرين ألف نسمة كما يقول القنصل الفرنسي غوي وان منهم (7000) نسمة من النصارى .
 حادثة الستين : مما يدونه التاريخ بالفخر والشهامة والوطنية عن سكان المدينة خلال تلك السنة المشؤومة: انه لما حدثت مجازر عام 1860 بتواطؤ من الدولة العثمانية وبعض الدول الأوربية وسفكت فيها دماء الأبرياء من المسيحيين في لبنان ودمشق ؛ وقف زعماء المسلمين والعلماء وقادة الرأي في حمص وقفتهم المشرفة ؛ إذ تعهد كل منهم بحماية سكان محلته من المسيحيين خوفا من تعدي الغوغاء ، فحالوا بعملهم الإنساني هذا دون سفك نقطة دم واحدة من مواطنيهم ؛ وفي ذات الوقت أوقفوا إيصال أخبار المجازر الجارية في الجنوب إلى سورية الشمالية … وهكذا فأن التاريخ ليسجل بمداد من ذهب تلك المأثرة الإنسانية الجليلة لأبناء حمص العربية …
 شهداء حمص : قدمت حمص إبان الحرب العالمية الأولى على مذبح الاستقلال والعروبة شهداءها الأبرار: العلامة الشيخ عبد الحميد الزهراوي والمحامي النابغة رفيق رزق سلوم والدكتور المخلص عزة الجندي الذين علقهم السفاح احمد جمال باشا على أعواد المشانق في دمشق في 6 أيار 1916؛ كما وان حمص تابعت تقديم الاضاحي والشهداء خلال عهد الانتداب الفرنسي ؛ وكذلك لم تبخل بتقديم العديد من الشهداء في سبيل عروبة فلسطين وقضيتها العادلة أو خلال معركة السويس عام 1956.
 وفي ختام كلمتي المقتضبة يطيب لي أن اذكر باختصار أسماء بعض العلماء والأدباء والمفكرين والمؤلفين الذين انجبتهم حمص خلال القرنين التاسع عشر والعشرين : فمن العلماء والمؤلفين والمفكرين : المفتي خالد الأتاسي ؛ الشيخ زكريا الملوحي ، الشيخان ناصيف وإبراهيم اليازجي، المعلم يوسف شاهين،  الشيخ سليم صافي ، القس أنيس سلوم ، الخوري عيسى اسعد ، الأستاذ حنا خباز ، الأستاذ عبد المسيح حداد ، الأستاذ نظير زيتون ، الأستاذ داود شكور، الدكتور سامي الدروبي ، السيدة سلوى سلامة اطلس ووصفي البني وفيضي الأتاسي .
ومن الشعراء الأعلام : المعلم داود الخوري ، السادة : نسيب عريضة ، ندرة حداد ، مدحت وحسني غراب ، وصفي قرنفلي ، رفيق فاخوري ، محي الدين الدرويش ، وعبد الباسط الصوفي .
ومن الموسيقيين الأفذاذ السادة : نجيب زين الدين ، محمد الشاويش ، سري طنبورجي ، أدهم الجندي ، احمد الزيات وسواهم .
 الأماكن الأثرية في حمص : (1) قلعة حمص الأثرية التي بناها الحثيون ؛ (2) كنيسة ما برحت آثارها قائمة في حي آل الزهراوي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي (3) ضريح القديس إيليان الطبيب الحمصي ، يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي ، (4) كنيسة السيدة أم الزنار ويعود تاريخ بناء هيكلها إلى القرن الخامس الميلادي (5) ضريح القائد العربي خالد بن الوليد وولده عبد الرحمن ويعود تاريخه إلى القرن السابع أو الثامن الميـلادي (6) الجامع النوري الكبير العربي كان كنيسة وحوله الخليفة العباسي المتوكل إلى المسجد . وبالإضافة إلى ما تقدم ذكره ، فأن المدينة تعج بالأماكن الأثرية المكتشفة حديثاً كالباب المسدود في حي التركمان وباب تدمر وبقايا السور المحيط بالمدينة من جهتها الشرقية …
         هذه شذرات عن مدينة حمص التي كانت لي ولآبائي وأجدادي الفردوس الذي عشنا فيه مما يدفعني لتذكر أبيات شعرية قالها العالم الكبير المرحوم الشيخ إبراهيم اليازجي الحمصي (الأرومه) ختاما لهذا البحث :
وسقى الله ارض حمص وحيت
هي فردوسي القديم  ومنهــا

 
 
نفحات الرضا خصيب ثراها
ثمرات الحياة كان جنــاها

 
 (يتذكرون …)
 إلى طفولتهم فيكَ ـ يَاوَطني ـ يَرتدّون، هُنا .. هُنا .. حَيث تقفزُ البئرُ وَالداليَة وَحيطان اللّيلَكِ إلى البَال.. وَفي تيَّار رائحةٍ حَميمَةٍ آسرةٍ يغرَقون .. يتذكرون .. وَمَرة أخرَى يُدركون : أنَّ العمر ليسَ أمنيةً وَدربَاً.. وَإنَّما هُو مكانٌ يَحتوي العُمر نسَميهِ : " الوَطن " .
 HOMS      (VIEWS OF ITS BRIGHT HISTORY) ترجمة : رغد بيطار
           A person feels interested in speaking and writing about his childhood , youth and elderliness , also in writing about the country in which this person grew up , and from which he/she got the gifts of life . But this interest multiplies, lives and grows in the person’s sentiment when leaving this good land migrating towards another one. In the new land, one is taken by imagination towards those fascinating areas whose wings hug the family members and friends,.. . So, today, I would like to write  about my immortal city (Homs), the city of the "black rocks" while presenting these words to be published in our newly-born magazine (Al-Sununu) whose issuers, our close relatives in " the League of            Emigrants’ Friends" have similar feelings of love and fondness towards the homeland as I do.
 Homs:
It is the third city in order after Damascus and Aleppo. It has an excellent geographical location. From the west, it views the Mediterranean. From the east, it greets the desert….From the south, it has hills and dells. From the north, it has hills and plains. It is surrounded with large fertile plains except the western side where the river Al-Assi passes and fills the surroundings with fruitful trees and various kinds of vegetables. This river passes through the lake of Homs in which Al-Assi water is stored.
 Population:
There are more than a million and a half inhabitants who live in Homs, the largest and the most extended city in Syria. Its area is about 42. 218 km², as its boundaries reach Iraq from the east and Lebanon from the west and the south. So, its area is four times larger than the Lebanese Arab Republic, the sister country.
 The Economical Importance:
According to the special location of Homs in the middle of Syria , with the desert on its eastern side , it is the market of the people who live in the desert and an important center for the agricultural region in which different kinds of cereals and vegetables are planted , in addition to cotton , rice and sugar beet . At the same time, it is an important industrial centre which is characterized by the manufacturing of textiles especially made of cotton and silk in addition to the other goods and industrial products.
 The Scientific Importance and Education of its People.
The chief editor of the Syrian Broadcasting Station magazine wrote once in an article under the title "To Know Your Country": "No other city is like Homs…neither in the high level of education, intellect and science ...., nor in the very low level of illiterates..."
Al-Idresee, the famous historian (1100-1165 A.D), writes out of his sightseeings of Homs, in his book Nuzhat Al-Mushtak Fi Ikhtirak Al-Aafak: "Homs is a very nice city. It has wonderful and generous  people, markets, continuous delights , productive lands , reasonable livings , fascinating women , captivating beauty and the  nice Aurnt river, called  the Turned(Al-Maklub), which runs beside its door , beside the running villages ,the mellow gardens and the  fruitful trees  . It has also a temperate atmosphere (the most temperate atmosphere in the region), a high dome in its centre, and on this dome there is a copper idol in the shape of a man riding a horse that turns with the wind, a picture of a scorpion is drawn on a piece of rock in the wall of the dome (the stung person comes with mud to be stamped on it, then on the sting to be cured) and the biggest mosque in the area".
Ibn Jubair, the geographic voyageur (1145-1217), writes also about Homs in his book: The Journey of Ibn Jubair, "Homsi people are characterized by being helpful and long–practiced, especially against the close enemy. The city is surrounded with an unconquerable fortress. On the eastern side lies the tomb of Khalid Ibn Al-Waleed, God’s drawn sward (Saif Al-lah Al-maslool). Also, there is the tomb of Khalid’s son, Abd Al-Rahman and of Abd`lah Bin Omar Bin Al-Khattab. In Homs, there is a big school. When overlooking the city from a far distance, the person can recognize, out of its view and location, a similarity with the city Sivilia in Andalus .When the person is there, imagination takes him to Homs. That is why Sivilia was called Homs before by the Homsi Arabs who went and setteled in it ''.
The History of Homs…..
Homs is an ancient city. It was built about 2300 B.C. It is not historically distinguished whether it was Hamt Bin Kanaan or Imlaak Bin Lud Bin Sam who constructed this city. It was inhabited by the Giants (Al-Amalika), the Amorites and the Hitties who made Homs their capital .The Aramaeans came in 1225 B.C. The Assyrians came in 732 B.C, then the Chaldeans and the Persians. It came under the rule of the Macedonian Alexandre in 331 B.C. After his death, it was ruled by the Salukis.
The Arabism of Homs….
The ancient Arabian tribes of the desert, becoming more and more civilized, began to settle in Homs, forming one united nation with their cousins, the Aramaeans, and since then, the unity was characterized by Arabism, the Arab marked nationality, (180 B.C). In 80 B.C. Homs got its administrative independence when ruled by its native kings of the Arabic Samsigram family                           (80 B.C–79 A.D). In their reign, Homs got the peak of glory, power, progress and prosperity on the levels of agriculture, industry, wealth and population. The most famous king out of this family is Samsigram II (34-45 A.D). He was well-known for what he left behind, the castles and citadels whose ruins remained for a long time.
Homs came under the Roman rule again. In 179 A.D, Julia Dumna, the daughter of the great divine father of the sun, got married to the Roman leader Septimus Sepherus who ascended the throne of Rome in 197 A.D. In his reign, Syria in general and Homs in Specific got much care and attention in the fields of construction, economics, etc.
Many Homsi emperors have consecutively ascended the throne of Rome. They are Karakalla (211-217 A.D), Iliogabaal (218-228 A.D) and Sepherus II (229-235 A.D) who is considered one of the greatest emperors who ascended the throne of Rome, the most inclinable one towards achieving reform and the most adhering to raise the living level of the people and to liberate women and their role in society.
The Arabic Sumaithaa Family:
When Al-Sumaithaa family, in Palmyra , got its independence, Authaina II ,a member of Al-Sumaithaa family, ruled Syria (245-266 A.D ) with his fantastic wife, Zanubia ,who ruled after her husband`s death ,being the regent of her underage son ,Wahb`llat (266-273 A.D). The main capital of the Sumaithaa family was Palmyra, but Homs was the summer capital.  Longinus the great Homsian philosopher (213-273 A.D) was Zanubia’s first counselor who was unfairly killed afterwards by the emperor Deocletian who won the war against Zanubia and took her as a prisoner of war to Rome…
Homs was under the Roman rule first, then under the Byzantine rule.  When queen Hilana, the mother of Kostanteen the Great (236 A.D), passed by Homs, she built a big church about which Al-Maseudi, the historian, says that it is really a beauty. In this reign lived Saint Maroon, the hermit, before he moved to his hermitage near the riverhead of Al-Assi River. This place is known now as the Monk’s Cave.
Homs was ruled, after that, by Al-Gasaasena under the patronage of the Byzantines. When Herculis ascended the throne, he made Homs the base for his military movements during his war against the Persians then against the Muslim Arabs who entered Homs peacefully being agreed on by the Christian Arabs in 637 A.D. Afterwards, Homs was made one of the centres of the Arab soldiers in Al-Sham land, like Damascus, in addition to the other centres, like Al-Koofa and Al-Busra in Iraq and Al-Foostat in Egypt….
In the period of Al-Rashidee Caliphs, Homs had a great importance. Many of the Rashidee and also the Umayyad Caliphs were aware of Homs being a wonderful and an important place, and of the Homsians being courageous, powerful and wise. For example: Khalid Ibn Al-Waleed, the great Arab hero who won all the battles he entered, chose Homs as his residence, and in Homs he died in 642 A.D (21 A.H). Till now, his tomb, in Homs, is marked with the great mosque that has his name.
Homs launched a number of revolutions against the Abbasid Caliphs and their rulers. And, from time to time, it declared rebellions. Accordingly, its political position descended for a time.
On the contrary, its literary and intellectual position kept rising accompanied with its very big number of great literary men, intellectuals, scientists and poets. Those were born in Homs or lived in it. Some of them were: the genius poet Abd`assallam Bin Ragban who is known as Dik Al-Gin Al-Humsi, the prince Aboo Feeraas Al-Hamdaani, the poet, who ruled Homs for a while ,the great poet Aboo`ttayb Al-Mutanabbi, the poet writer Ahmed Bin Mamaha Al-Homsi and many others.
When the Crusaders occupied a large part of our land, they could not lay hold of Homs. Homsians could defend their city against the Crusaders and their harm for the whole period of the occupation. Both the Muslims and the Christians were committed to one united attitude against the enemy.
When the Mogul Taimour Lank came to Al-Sham land and occupied it, he passed by Homs and left it untouched considering it a precious gift to the remains of the great hero Khalid Ibn Al-Walid saying: " Khalid , Homs is my gift for you, presented from a  hero to another hero".
The importance of Homs decreased, after the Mamluk followed by the Ottoman rule, because of their racial and denominational encouragement. Their rulers were the most despotic, arrogant, avaricious and violating ones. Accordingly, a big number of the inhabitants had to migrate to the extent that the citizens' number decreased to about (4000) inhabitants only in 1756, as Woolendi, the geographer says. But the number gradually increased till it reached, in the year 1848, 20.000 inhabitants within which were 7000 Christian inhabitants.
The 1860 Event:
It is proudly and nationally recorded in history about the inhabitants of this city in the year 1860 that: when the 1860 massacres committed with the support of the collusive Ottoman and European agents, and in which the blood of the innocent Christians was shed in Lebanon and Damascus , the Muslim leaders , scientists and intellectuals stood honorably defending and protecting the Christian inhabitants of their city . Those Muslims, through their humanistic deed, prevented bloodshed. Accordingly, they justly deserved their nice humanistic reputation.
The Martyrs of Homs:
Homs offered a great number of martyrs for the sake of indepence and liberty, after world war I,  such as : Al-Shaikh Abd`l Hameed Al-Zahrawi, the genius lawyer Raafeek Rizk Salloom and the faithful doctor Izzat Al-Jundi who were sentenced to death by the gallows by the manslayer Ahmad Jamal Basha on the 6th of May 1916, Damascus. Homs continued offering martyrs and sacrifices during the French delegation. For the just cause of the Palestinian Arab nationalism, during Al-Swais battle in 1956, Homs also offered martyrs.
At the end of my brief word, I would like to mention in brief some of the names of great Homsian scientists, literary men, intellectuals and authors during the 19th and 20th century like:
Scientists,Authors and Intellectuals:
Al-Mufti Khalid Al-Atassi , Al-Shaikh Zakaria Al-Malluhi, Shaikhs Naseef and Ibraheem Al-Yazajy, the tutor Yusef Shaheen , Al-Shaikh Saleem Safi , the clergyman Anees Salloom , the priest Issa Assad , The teacher Hanna Khabbaz , the teacher Abd`l Maseeh Haddad , the tutor Nazeer Zetoun ,the tutor Dauood Shakkur , doctor Sami A`drubi , Mrs. Salwa Atlas, Wasfi Al-Bunni and Faidi Al-Atassi.
Poets and Literary men:
Tutor Dauood Al-khuri, Misters :Naseeb Arida, Nadra Haddad, Midhat and  Husni Ghurab, Wasfi Kurunfuli , Rafik Fakhuri, Muhei A`deen Darwish , Abd`l Baset Assufi .
The Musicians:
Najeeb Zain A`deen, Muhammed A`shaweesh, Serri Tanburji, Adham             Al-Jundi , Ahmad Al-Zayyat and others.
The Historical Relics and Places in Homs:
1-The great citadel of Homs, built by the Hittites.
2-The ancient church that goes back to the 3rd century A.D in Al- Zahrawi St.
3-The tomb of Saint Elian Al-Homsi, the Homsian doctor. It goes back to the 4th century A.D.
4-The church of the Lady Om`zzinnar whose structure is dated back to the 5th century A.D.
5-The tomb of the great Arab leader Khalid Ibn Al-Walid and his son Abdu`l Rahman. The tomb was built between the 7th –8th century.
6-The great Arab Nouri mosque which was a church first and was changed into a mosque by the Abbasid Caliph Al-Mutawakkel .
In addition to what was mentioned , Homs is filled with newly discovered historical places and ruins , for example, the remains of the wall that surrounded the city with :Al-Bab Al-Masdud (the closed door) in Al-Turkman St.,Bab Tudmor (Palmyra door) and the little part left from the eastern side of the city.
These are bits about my city Homs ,the city of my fathers and grandfathers, the paradise in which we lived and which reminds me of the lines of poetry written by the great scientist Ibraheem Al-yazajy Al-Homsi (Al-Aruma) at the end of this article:
                 May God bless Homs`s  land and
                                                       May the consent gifts enliven its fertile earth
                My ancient paradise out of which
                                                       Many   of    life' s  fruits   were    realized
                                                                                                 Muneer Al-Khuri
                                                                                                  Ottawa-Canada

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق