الاثنين، 30 نوفمبر 2015

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - شؤون البيت غابوا ( ملحق 4 )

مجلة السنونو ( العدد العاشر ) - شؤون البيت
غابوا  ( ملحق 4 )   

شؤون البيت
ملحق يهتم بشؤون بيت المغترب وأخبار رابطة أصدقاء
المغتربين في حمص

       " يا سادتي يا سادتي الأنبياء
        لا تسألوا الأشجار عن اسمها
     لا تسألوا الوديان عن أمّها
    من جبهتي ينشقّ سيف الضياء
       من يدي ينبع ماء النهر..
    كل قلوب الناس جنسيّتي
          فلتسقطوا عني جواز السفر..!!
"محمود درويش"

 
    (أخبار من هنا)
 من محردة إلى تدمر/ نشاط القنصلية الفخرية في السويداء/الشاعرتان
 دعد ووداد طويل/الأسبوع الثقافي في تشيلي/المغترب رينالدو صباغ
يوقع كتاباً/انطلاق مهرجان الشعر الرابع/ندوة في فندق
حمص الكبير/ليلة برازيلية/إطلاق كتاب زحلة الديوان/تكريم الشاعر
عبد الرحيم الحصني/وداع ولقاء/تكريم الشاعر ممدوح سكاف/مؤتمر حمص
 في التاريخ/جمعية أصدقاء سلمية/وداعاً وأهلاً وسهلاً/تحويل مسكن الشاعر
 المتنبي إلى متحف/سفير البرازيل الجديد في بيت المغترب/.
     (أخبار من هناك)
 أخبار البرازيل/أخبار ألمانيا/أخبار الأرجنتين/أخبار أوستراليا/أخبار أميركا الشمالية/.
    (أخبار العودة)
 
العثور على جذره في الوطن/القائم بالأعمال/الدكتور روبيرتو نداف/صورة الجد
 أججت العواطف/عودة المغترب رينالدو صباغ/عودة جماعية من قلب الزمان/عودة
ابنة حمص البارة ايفيتي قنواتي/عودة النادي السوري في تشيلي/طيور
 رجعت فرادى/عودة آل رمّان/.
  (غابوا)
  الحياة امرأة جميلة حسناء مملوءة بالتناقضات.
 
  (نوافذ)
  الشال/يوم أصبحت رجلاً/مساحة وطن/السلام والبشر/لفيروز مهجة شعر/
 بطاقة عيد/فالنتاين في زمن الوباء/وأنتِ معي/أنت العيد/.
 
 (هداياكم لنا)
 غرّب خطانا الزمن/ميشيل فرح معلماً أديباً/تجليات المقدسية/السيرة
المفتوحة للنصوص المعلقة/القمر الطليق/لمن أغني/نسمات وجمرات/
ومرّت الأيام/يسوع نور الحياة/هكذا احببن أستراليا/عصافير الطفولة/
ديوان موريس قبق/أول كتاب/نساء بلا حدود/جوارات في عالم الغيب/
أفكار من عصر قادم/محاضرات/.
    (بريد السنونو)
   رسائل وردود
 

غــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــــوا

- الحياة امرأة جميلة حسناء مملوءة بالمتناقضات... أخذت من البحر(مدّه وجزره) ومن الجبال(قممها وانحدارها) ومن الشمس(شروقها وغروبها).
- عقد فريد زيّن صدرها الرائع.. حباته نادرة.. وألوانه خلابة فزادها جمالاً على جمال.
- حسدها الدهر وغضب منها فأرسل سهامه القاتلة التي قطعت العقد وتناثرت حباته ودرره.. فازداد اللمعان والبريق.. وانتشر العطر في كل مكان.. تمنت الحياة لمّهم وجمعهم.. لكنهم غابوا.... غابوا..
1-  الخورية (إيفيو راغب مسوح):
جوهرة نادرة.. قلعة منيعة.. قامة شامخة.. أم مثالية.. طفلة وديعة مع الأطفال، ومع الكبار حكيمة واعظة.. زيّنت صفحات عمرها المديد بالعطاء والتضحية ومحبة الناس وهذا أكبر إرث وأحسن كنز وأفضل رصيد.
الرابطة تدين لها بالفضل الأكبر.. كانت الصدر الأرحب لاستقبال المغتربين.. لكنها ألقت المرساة بتاريخ(17/8/2008) وراح كل من سمع خبر وفاتها يعبر عن العطاء الذي لها بذمته، وعن خسارته الشخصية بفقدانها.
تقبلت سهام الحياة بصدر رحب لاسيما حين فقدت(ابنها) فقيد الوطن المهندس الدكتور ظافر مسوح فقيد الوطن أيضاً وكأنّي بها تلبس هذا البيت، اللائق بها، لبساً:
ما كنْتِ إلا السيفَ زاد           على صروفِ الدهر صقْلاً
ابنتها الدكتورة ظبية مسوح طرابلسي تحكي لنا قصة الصوت الذي- فجأة- ناداها فلبت ملوحة لنا بمناديل الوداع.. مخلفة في قلوب ذويها ومحبيها غصة الأبد:
" نداء
بتاريخ( 17/8/2008) ناداها صوته من بعيد.. أمي... وتلفتت مكوية بجمر البعاد: ولدي.. حبيبي.. اشتقت إليك.. أحقاً؟ أسمع صوتك؟.. تسع سنوات مضت على رحيلك المفجع يا ظافر في(17/8/1999). تسع سنوات هرب منها الفرح وجمدت فيها الحياة ووقف الزمن الحزين يتأمل أيامها تمر قاسية مؤلمة مبللة بالدموع، والقلب الباكي الكسير يتضرع للسماء يتلهف للقاء.
اليوم أمي الثكلى الحزينة قادمة إليك يا أخي. تمسّكت بصوتك ورحلت معه... رحلت لتلتقي بالأحبة خلف السحاب... رحلت تاركة مكانها(غياباً).. ظبية"
2-  المربية(فيوليت عيسى ندرة):
مربية قديرة ناجحة، وأم فاضلة وجدّة معطاءة زرعت أيامها عطاءً وتضحية.. وكانت نوراُ أضاء لأبنائها وأحفادها.. لم تعرف الضجر ولا الملل.. ولم تدخل كلمة(لا) في قاموس حياتها لذلك أعطت وأعطت حتى آخر لحظة(26/2/2008).
صوت ابنتها المغتربة في أميركا يدثّرها الدكتورة حسن مسوح سمان يدثرها من البعيد البعيد متذكراً وفياً باكياً:
"امرأة فاضلة من يجدها, فثمنها يفوق اللآلئ"
ردّت الإساءة بالإحسان, وحملت أعباء الدنيا بصبر وشجاعة, واعتصمت بالله وبربنا ومخلصنا يسوع المسيح. كانت دؤوبة وبصمتها وتواضعها أنتجت وتوقفت. كانت الأنثى الأولى في حمص التي تابعت دراستها بعد الابتدائية في الثانوية الأرثوذكسية للذكور وكان من دفعتها الدكتور إسحق شهلا، والمرحومان الدكتور إميل سلوم وعبده مسوح والمرحوم الأستاذ جورج عيسى. واتجهت إلى التدريس بعد تخرجها. نالت شهادة الكفاءة الفرنسية من السفارة الفرنسية في بيروت. دُعيت من مديرية والتعليم للتدريس في مدارس التجهيز عند افتتاحها, لكنَّ اختيارها وولاءها كان للكنيسة والطائفة الأرثوذكسية فاتجهت للتدريس فيها. كما أنها عُينت مشرفة ليلية في المدرسة نفسها لبنات القسم الداخلي. وجاهدت بإخلاص لتثقيف طالباتها, وفتحت باب الحرية لكل صبية تسعى إلى العلم والثقافة. كانت دائماً مبشرة بإصرار على أهمية ثقافة المرأة وتحصيلها العلمي بلا حدود. تزوجت والدي المرحوم وجيه مراد مسوح ودأبا معاً على تربية عائلة مسيحية ملتزمة بالله والوطن.
بعد نشأتنا عادت إلى التدريس وانتُدبت لكفاءتها إلى المدارس الخاصة ثم دعيت من جامعة البعث للتدريس فيها لكنها اختارت أن تبقى في مدرستها التي كانت تعمل فيها مدرسة راهبات القلبين الأقدسين. نالت المرتبة الأولى مع المرحوم الأستاذ نوري نادر في دورة تدريبية في دمشق لمدرسي اللغة الفرنسية من جميع المحافظات السورية. أنتجت تلميذات انتهجن واخترن مهنة التدريس والتربية وأبدعن فيها, ورعين ثقافتي شخصياً, وأذكر منهن وعذراً إن خانتني الذاكرة الآنسة نهاد شبوع والآنسة إسعاف حصني وهنَّ يشهدن معي بأنها كانت مربية الأجيال.
حبها لنا سيحيا فينا ويُحيي ذكرها إلى الأبد. وبعد انتقالها إلى الرفيق الأعلى لتنعم بسلام في أحضان إبراهيم مع الأبرار والقديسين أحمّلها سلامنا ومحبتنا وعهدنا على الوفاء لتعاليمها السامية إلى والدي الحبيب وجيه مسوح على أمل اللقاء في دار الخلود يا أماه".
  3-     إيفون ابراهيم مغربي:
أم فاضلة.. كانت السند القوي لزوجها في تربية أسرة فاضلة غرست في نفوس أفرادها الصفات الحميدة، كما ساعدته في انخراطه في مؤسسات إنسانية اجتماعية عامة ترأسها. وراحت تبذر معه في حقولها، ليحصد من ثمارها الإنسان ويسعد. غادرت الدنيا بتاريخ(1/8/2008).
  4-     نجاة طرابلسي:
المربية الممتلئة حيوية ونشاطاً.. التي طالما أشعلت أمام تلاميذها الصغار قناديل المحبة والهداية والمعرفة، وطالما هيّأتهم للوطن تباشير فجر وعطاء مستقبل..!!
كان رحيلها في (22/8/2008).
  5-     حسيبة سابا عساف:
أرملة المرحوم الشاعر الراحل "وجيه عساف").. التي لم تطفئ مصائبُ الدهرِ جذوة حبهما للناس وغيرتها وانفتاحها على الآخر.. هذه السمات، التي نهلتها من مدرسة الشاعر وجيه عساف زوجها.. هي التي بلسمت جراح (أم جورج) الطيبة جدّاً وهي التي توّجتها سلطانة على قلوب من تبقّى لها من الأولاد والحفدة وعلى قلوب أحبائها الكثر وضمائرهم، فرحلت مأسوفاً عليها..!!(13/9/2008).
  6-     مرغريت سركيس سرحان أنبوبا:
أم فاضلة قدمت للحياة أولاداً نُجُباً حركوا المدينة بذكائهم العملي.. وملؤوها مشاريعَ وإعماراً امتصّت البطالة.. واستقطبت مئات العقول والأيدي العاملة للبناء والعطاء.. فظلّت فيهم تحيا.. وظلّوا بدعائها وصلاتها يتألقون..
كان رحيلها في( 10/7/2008 ).
  7-  ليلى الشامي:
بلبل الحديقة وكنارها المغرّد.. قلب العائلة ونبض سرورها وسعادتها.. نفذ الزيت سريعاً فانطفأ الفتيل وخبا النور في(17/7/2008 ) ورفرف طائر الحزن بجناحيه على العائلة السعيدة.
ريم فيليب كبا تبكي ليلى بقلوب كل هذه العائلة وعيونها بل بمُهج الوطن المقيم الحزين الذي فقدها(كوكباً ما كان أقصر عمره....)!
" ذاك كان زمن... واليوم زمنُ أخر..!
ماذا بقيَ من ذاك الزمن؟... بقيت المحبة والألفة التي جمعنا عليها الآباء والأمهات... تلك هي عائلتي الصغيرة: هنيئة، خالصة، صافية... كأيّة عائلة أخرى من عائلات هذا الوطن... واليوم إذ رحلوا هم وتفرّقنا نحن كلٌّ في بلد... كلٌّ في غربة... آلينا على أنفسنا أن نجتمع رغم المسافات... وهكذا كان!...
الصيف الماضي كان حافلاً مشمساً أليفاً... زادته ألفة وسعادة ضحكات الغائبين الأولاد والأحفاد... لن أنسى الاجتماع الكبير في مربع جوليا حيث رقصنا حتى ساعات الصباح الأولى على النغمات الشرقية الساحرة... ليلى الحفيدة كانت نجمة بثوبها الأبيض تزهو بأعوامها الخمسة عشر...
نافورة المياه التي توسّطت المربع ذكرتني بتلك التي كانت في بيت عمتي أديبة القديم... حيث كنا نجنمع حولها جميعاً كل سنة في أيلول بمناسبة عيد الصليب المقدّس حيث يحلو لكل أطفال العائلة أن يتباهوا بما أحضر لهم آباؤهم من ألعاب نارية.
راموشة عيد الصليب كانت تتوسط الدار بهيّة ساطعة بأنوارها وأصوات المفرقعات تتعالى وتتعالى معها الضحكات والمفاجآت... رحلَتْ عمتي أديبة ورحلت معها راموشة عيد الصليب إلى غير رجعة... واليوم إذ يمرّ علينا أيلول من جديد نتألم ونتحرّق على فقدٍ جديد في عائلتنا الصغيرة: ليلى حفيدة عمّتي أديبة ابنة توفيق الشامي... ليلى العروس الصغيرة البيضاء لا تفارق خيالنا... ببهائها وطهرها وجمالها...
وهذا ما يدفعني للتساؤل مع نفسي ومناجاتها:
لو كان الموت غربة فهل الموتُ في الغربة غربةٌ مضاعفة؟!
                             لــيـــلــــى

 
ليلى الحلوة
الطفلة..
تلمسُ قلبي
لمس القبلة
ليلى أحلى
أغلى
من أزهار الدارْ...
أرهفُ
من طلعةِ أيّارْ
ليلى كانت تخطو
الخطوة الأولى
ذُهِلَتْ...
فاجأها الإعصارْ
ليلى تحمل شعلة...
شعلةَ غارْ
تُلْهِبُ أعماقنا بالنار
ليلى الفُلّةْ
عبقُتْ ملْء الكونِ...
عطراً صار...
ليلى البيضاءُ
نوّارْ...
ترقصُ جذلى
ترفع مرساتها
للرحلة...
تطوِّقُ دائرةَ
الأقمارْ...
ليلى...
تفتح مقلة...
تُسدِل مقلة...
تأتي ورودَ
الحبَ الأولى
بغفلةْ...
رَحَلَتْ ليلى...
رَحَلَتْ ليلى...
فهلا تركتُم
قصص الحبّ
تموتُ
وتبلى؟
رَحَلَتْ ليلى
فهلا عرفتُم
أن العمرَ
ثوانٍ خجلى...؟
رَحَلَتْ ليلى
فهلا
صرختُم:
كلا...؟ "

 
 
  8- فرجيني نسيب الخوري:
قديسة العطاء الصامت والحنان الفائض.. المغدق على الأولاد والحفدة طيباً ونبلاً وآدمية..
كان رحيلها بتاريخ28(/7/2008.).
  9- فائزة سرحان برهوم:
زوج المربي الأستاذ(جرجس رحال يوسف)، ووالدة النطاسي الجراح الدكتور(ميخائيل يوسف)، الأم التقية التي طالما عرفناها من غير أن نعرفها، وذلك من خلال ما أنجبت وأعطت، إذ الفرع ينم عن أصله.. والأصل ينم عن فرعه.. والعزاء أن الأصل في الفرع يحيا ويضيء. طابت ذكراك العاطرة أيتها الأم الفاضلة.. وسلام عليك في الخالدين، والعمر المديد المثمر للعائلة المثالية التي تركتها وراءك.. وفيها ظللت ذكرى غالية دامعة، كان رحيلها بتاريخ (13/3/2008)
  10- نعمت شكري أخرس:
القلب المحب المعطاء.. فرحة العائلة.. وجامعة عقدهم.. بتاريخ(12/7/2008).
 
  11- إلهام بيطار:
أم فاضلة، رحلت قبل الأوان، عاجلها المرض العضال الذي طالما قاومَتْه بصمت وصبر، ولكنه لم يرحمها بنعمة شفاءٍ.. إذ يدُ الموت كانت الأسرع لهصرها شجرةً خضراء لا تزال فروعُها النامية بأمسّ الحاجة إلى نسغها الساقي الحنون، الذي طالما عصرته لهم من قلبها: تربيةً قويمةً.. وخلقاً نبيلاً.. وسخاءَ عطاء.. لها الرحمة.. ولذويها ومحبيها- الكُثُر- الصبر والعزاء.. بتاريخ( 3/6/2008).
شقيق زوجها الأستاذ عبد الخالق حموي يناجي روحها"
" أمي وإلهام
ذات صباح كانوني المناخ، والقهوة الصباحية التي طبختها أمي وزمن يمضي مع دفء مجلسها، وقبيل المغادرة إلى مكان خدمتي العسكرية في الجبهة، استوقفتني أم أنطون بيديها النحيلتين المعروقتين، ووجهها المفعم رجاءً بان أبقى في البيت إلى يوم غد بما أن إجازتي مازالت تمنحني هذا اليوم.
قلت لها: يا أمي.. هذا يوم عليّ أن أنظّف الغرفة التي استأجرتها في دمشق، ومن ثم أنام مرتاحاً من السفر وعنائه " وكان صعباً بعض الشيء في ذلك الزمان"، ومن ثم لأستيقظ قبيل وصول شعاع الغزالة إلى البيوت، لأنطلق إلى الجبهة بمرافقة زملاء الخدمة0
زمن مضى بصحبة دفء الأم. أنساني برودة السفر، واقتلاع أشواك المغادرة، والإتيان بما هو قادم من الأيام مع حرارة لقاء قادم مع الوجوه التي نحبّها، وهي كثيرة، وهي التي تبقي في ذواتنا بواعث الخير والأمل..
حقيبة الكتف ملآنة
وأيضاً دعاءات الأم
من صدرها الخافق
وأناملها الصلواتية
يحرسك الله
عد إلينا قريباً
وباب البيت يشهد اللقاء الأخير
وانطلقتُ.
وقبيل أن يبتلعني منعطف الشارع الذي ينعطف إلى آخر، التفتُّ إلى باب الدفء، كانت بجسدها النحيل ترسم بأنامل كفّها الأيمن خلاصاً، وفي تمتمات فمها الرقيق تطلب رجاءً
واقتلع القلب
والزمن ماضٍ بلا مبالاة
ومساء انفتاح في جرح
كاد يندمل
قال لي الأصدقاء:
أمك صمتت إلى الأبد..
ورحلت الأم.. وكان عمرها تسع وخمسون سنة..
.. وكنت في زيارة إلهام في أحد مشافي حمص، تشابكت في أنحاء من جسدها الأنابيب الوسيطة لإيصال ما يلزم من أمصال وسوائل غذائية، وجهها كان يأمل بلقاءات مع الأحبة تنظر  بعينين آملتين بموعد قادم يحمل معه ابتسامات من تحب، وتشاركهم هذا الابتسام..
بعض الأحبة حول سريرها، فتحت عينيها الذابلتين، كانتا يومها أكثر إشراقاً من سابقاتها الأيام، سُعِدَ من كان حاضراً، دخل التفاؤل إلى ذواتهم، ابتسامتها كانت تفاؤلاً بعثت به إلى وجوه كانت تنظر إليها بتحنان تأمل من خلاله بعودة الحيوية والحركة إلى حياتها التي كانت دائماً بكل مفرداتها تسعى إلى عدم التوقف، أكان ذلك في العمل الوظيفي، أو في البيت العائلي، وحتّى في بيت الأهل "بيتنا"، كانت لا تتوقف عن التحضير لإعداد مائدة من الطعام والخمر.
اقتربت من السرير
ما أصعب لقاء الأحبة
في حضرة التوقيت التنازلي
أمسكتْ بأناملها الأنيقة اليسرى
معصم يدي الأيمن
نظرت في وجهي أمل لقاءات قادمة
أخذتها غفوة خذرة
أصابع يدها اليسرى مازالت تتمسك
أيضاً في داخلها قالت كثيراً
دعاءات.. رجاءات
صلوات
خفق القلب اضطراباً، ثمة جرح آخر كاد يغلق ضفّتيه. وذات زمان لا يتوقف، لا يعبأ، لا يكترث، وهذه هي ديمومة الحياة، وكانت إلهام في عامها التاسع والخمسين من السنين حين توقّف القلب عن الخفقان.
ورحلت كما أمي في موعد لا تأجيل فيه.
قدر ربما غير مدوّن في حسابات متوارثة، لكنه أتى يحصد بمنجله ذات أم وأم، وصديقة وصديقة.
ورود الجوري كانت تستلقي على حجارة بيت أمي الحجري تؤنس وحدتها مع تراب الأرض، وأيضاً النرجس البرّي البعيد عن التجارة اللعوب يشهد سبات إلهام السرمد.
دعونا نلغي الحسابات والأرقام والعيوب
لحظات الصدق قليلة
لكنها فخورة بمن كان يمتلكها
وهي الباقية، والكل إلى هناك.
عسى في وجوه الأحبة نعوّض، ونردم حفر الأحزان. فالشمس آتية، وبراعم الورد حبلى بأزهارٍ قادمات في ربيع قادم.
عبد الخالق حموي
  12- إيفا عبد الكريم أخرس:
بعد رحلة طويلة في الحياة حيث فلحت عميقاً وجاهدت وملأت زواياها ضياء وعطاء. غادرتنا راضية النفس مرضية عاهدة لخلفها الطيب تتمة الرسالة.. رسالة الحياة الحقة التي بها كلفتنا حكمةُ الخالق
ليكن ذكرها مؤبداً.. وليسكنها الرب أخدار السماء.
  13- مجدولين العلي: 28/8/2008
عمود راسخ من أعمدة(الاتحاد النسائي في حمص)..!!
باكرها الموت من غبر أن تكمل ما بقي عالقاً من تحقيق أحلامها الكبيرة قبل الرحيل، فلعله من نكد طالع المعطين المتحمسين للحياة أنهم يغادرون قبل أن يحققوا جميع مطامحهم وأحلامهم العراض..!
أنهكها المرض ولكنه فشل في جعلها تسلّط اهتمامها على ذاتها المتألمة وحدها وتعرض عن الشأن العام الذي حملت على عاتقها حاجاته وسقياه.. أو تحجب أشعتها عن ديار الإنسان والأوطان وتتراجع عن الاهتمام بالمرأة الإنسان..! وبضروب الكفاح لإنهاضها من العثرات التي تحول دون اجتذابها نحو كل ما هو حضاري متألق جدير.!!
كانت(مدرسة) في أمور شتى: رعاية أدباء.. حضور مؤتمرات.. ورشات أعمال.. ندوات أفكار.. دورات محو أمّية.. تأسيس نوادي الكمبيوتر التقنية.. بعثات تمثيلية..
كل هذا مما دفع معجم اوكسفورد في بريطانيا لاختيارها امرأة عالمية لعام2001
لملمت مجدولين أشعتها.. ورحلت تاركة الغصص في قلوب محبيها والدموع في مآقيهم.. مع إرث ثمين من معانٍ وأنماط من العطاء الملتزم والمتفاعل مع الحياة.
مجدولين أيتها الصديقة الغالية المؤمنة: مدرستك الوطنية الإنسانية لن ينطفئ لها قنديل كما صدى تضحيتك وعطاءاتك لن تخفيها حقيقة..
تحية لك ورحمة.. وذكراً طيّباً يفوح على المدى..!
الآسفون(رابطة أصدقاء المغتربين) في حمص
- ورجال نحاتون مبدعون.. حاربوا الصخر ووقفوا أمام غضب الطبيعة.. ريشتهم يدهم الصامدة القوية.. وألوانهم مستمدة من واقعهم.. وكفاحهم.. ونور عقولهم.. لهذا فقد قدّموا للمجتمع أفضل اللوحات والتحف الرائعة العطاء.. أبنائهم!!
  1- يوركي عنيني:
واسع العلم والمعرفة، وكبير في إخلاصه لوطنه وتفانيه تنقّل في مناصب عدة، وكان مثال الرجل الناضج الشريف المتواضع والصامد ومثال الأب والزوج لبناء عائلة متماسكة مؤمنة رحل بتاريخ( 28/3/2008).
* بهذه الدموع سقت رفيقة عمره المفجوعة به(جانيت نديم عنيني) أشواق الدار ولوعة أهلها عليه.
                                                            صاحب الدار
يا صاحـب الـدارِ إنّ الـدارَ تـنـتظـرُ
تـبـكـيك جـدرانُها والقلبُ مـنـفـطـرُ
أيـن الـعهودُ بـأن تـبـقى تـظـلّلـهـا
يـبـكيـكَ مـقعدُكَ المحـبوبُ مـنتحـبـاً
يـبـكيـك مـازنُ والهزارُ ما احتملَتْ
يا مُهجة الروحِ كيف الجرحُ نحمِلُهُ
رِفْـقـاً بعـينٍ غزاها الدمعُ فـانحسـرَتْ
يرجون صبراً وما للصبرِ من سُبُلٍ
يا عينُ صُبّي دماً فالـفارسُ ارتـحـلَ
ما خَبْطَ عشواءَ يمشي الموتُ لا أبداً

 
 
طالَ الفراقُ ودمعُ العيــنِ يــنهـمرُ
أنــوارُها انطفــأَتْ والحزنُ ينتشرُ
خُنْتَ الوفاءَ تُرى، أم خانك القدرُ؟!
يـسائلُ الـنـاسَ أيـنَ غِـبْـتَ يا قـمرُ
الـحـزنُ مـزّقـهـا، ودمـعـهـا مطـرُ
سُلواك مُرٌّ، ونارُ الـقـلبِ تسـتعِــرُ
لا ضوءَ فيها فأنتَ العينُ والبصرُ
إيـمـانـنـا راســخٌ لـكـنّنا بشرُ
لم يبقَ في الدارِ إلا الذِّكْرُ والصورُ
أحــلــى الزهــورِ يـطــالُ ثم يفتخرُ(1)

 
زوجتك الملتاعة: جانيت عنيني
1- البيت الأخير ردٌ على الشاعر زهير بن أبي سلمى الذي يقول:
رأيْتُ المنايا خَبْطَ عشواءَ مَن تُصِبْ      تُمِتْهُ ومَن تُخْطِئْ يُعَمِّر فيهرمِ
2- منير مطانس زخور أنطاكي:(1/5/2008).
3- وليم عطالله:(2/8/2008).
4- صادق سيف: (شباط 2008)
5- سمير نديم عبود:(7/9/2008).
6- حسني نورية:(17/4/2008).
7- فارس إيليا سمان:(26/9/2008).
8- حسني غطاس كباش:(22/7/2008).
9- ميشيل طعمة:(28/9/2008).
10- إيليا اليان الحلبي:(30/6/2008).
11- عبدو زكي رباحية:(11/10/2008).
12- بهيج أنيس فرج:(21/3/2008).
13- عيسى مطانس الحجار:(7/10/2008).
14- رسمي توفيق االشامي:(12/3/2008).
15- القاضي فاروق عازار:(20/4/2008).
- شباب في عمر الورود.. ما زالوا في أول الطريق.. درسوا.. حلموا"رسموا مشاريع الغد الآتي".. زرعوا.. تعبوا.. وحين حملوا المنجل للحصاد كان الموت أسرع منهم... فحصدهم....
1-              أكرم الياس يازجي:(14/8/2008).
2-              إياد الياس سمعان:(1/8/2008).
راشد جودت نقرور:(2/5/20089).. وفيه كتب خاله الدكتور المغترب جورج نقرور باكياً شبابه وخسارته:
"طوبى للحزانى فإنّهم يعزون.. طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله..
لقد غادرتنا يا حبيبنا وحبيب الشباب راشد سابقاً إيانا ومبكّراً إلى عند الله وبها ابتدأت الحياة الأبدية في جنة الخلود.
لقد ورثت أيها الحبيب عن والدتك المرحومة نظمت الطيبة والأصالة، فكنت صادقاً في أقوالك مخلصاً أميناً في عملك، غيوراً شريفاً في تصرفاتك مع ذويك والآخرين، عشت أميراً حراً وانتقلت عند الله ملكاً.
الخسارة كبيرة جداً ومكانك لا يملؤه إلا ذكراك الطيبة وأعور مردداً: حزننا أننا افترقنا.. وأملنا بلقائنا.. وحبنا أن نذكر بعضنا..
الذي لن ينساك المحب
خالك الدكتور جورج نقرور"
3-               توفيق عبد الله ديب:(10/1/2008). الذي ترك في قلوب شقيقه وشقيقاته ومحبيه الكثر اللوعة والغصة.
- كما لم ترحم يد الموت شموعاً احترقت وأضاءت وجاهدت وأعطت.. الزيت نفذ.. ولكن الشعلة متوهجة يستحيل انطفاؤها إذ مصدرها كواكب وشموس لا تغيب..!!
1-              د. عبد الكريم اليافي: رحل صباح (11/10/2008) وشيّع (12/10/2008).
2-              د. شاكر الفحام: رحل (21/10/2008)  وشيّع في (30/6/2008).
3-              د. عدنان البني:(21/10/2008).
4-              د. عبد الله عبد الدائم.
      (عاينوهم مع إرثهم الكنز في باب "وداعاً"..) ص82
الرابطة تقف عاجزة.. لا سلاح لديها سوى الصبر.. وثروة نورهم الوهّاج الباقي مع الذكريات.
 
 
 
WEBMASTER : AA-ALSAAD
This Web Site Programmed and Written By ABD ALMASSIH JAMIL ALSAAD ..... Copyright 2003 (C) SCOPNET  All Rights Reserved 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق